مفتاح
2024 . الجمعة 19 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


في دولة الذرائع جلبة كبيرة: الحكومة والجيش يثرثران بلا توقف حول احتمالات السلام ومخاطر الحرب مع سوريا، وعندئذ يوضحون بأن كل ذلك عبثي ويتهمون وسائل الاعلام بالمبالغة والافراط في المنشورات والمقالات التي تفتقد للمسؤولية.

في دولة الذريعة تُلقى المسؤولية دائما على شخص ما آخر. الجانب الثاني مُتهم دائما بالجمود السياسي، والسياسيون يشعرون بخيبة الأمل من أداء الجيش، أما الجنود فيتهمون الحكومة والمجتمع المدني بالتفريط بهم وعدم دعمهم.

في دولة الذريعة بدأ رئيس الوزراء منصبه بمقولات وقرارات حازمة قاطعة، وعندما تفجرت في وجهه قرر أن من الأجدر به أن لا يُخاطر. عندما يُستخدم كل تصريح وعمل فقط ضدك في لجنة التحقيق القادمة – من المهم لك أن تغطي نفسك جيدا بالبروتوكولات وعمليات التصويت المؤيدة حتى تبرهن على أنك قد تصرفت بالصورة الصحيحة وأن الاخفاقات جاءت بعد ذلك.

في دولة الذريعة يؤمِّن الوزراء أنفسهم من كل تطور محتمل، يتحدثون ضد القرار ويصوتون معه. بهذه الطريقة سيظهرون بصورة الذين على حق في كل الاحوال ويتملصون من المسؤولية عن الاخفاقات.

في دولة الذريعة تتحدد السياسة وفقا لمعادلة الضغوط: تقدير الموقف الامريكي x نتائج الاستطلاعات ناقص عدد صواريخ القسام مقسوم على استقرار الائتلاف. النتيجة تكون قفازة متغيرة وفقا للظروف. بهذه الطريقة يمكن في أحد الايام الاعلان عن محمود عباس كشريك، ورفض كل طلباته في اليوم الآخر، ومن ثم اتهامه بالجمود في اليوم الثالث. وهكذا يمكن ايضا تسمية سوريا دولة عدوة، والقول بأن الرئيس بوش يعارض المحادثات معها، ومن بعدئذ ارسال اقتراح لبشار الأسد لاجراء مفاوضات من دون شروط مسبقة، ومع ذلك الاشتراط بأن عليه أولا أن يتنصل من كل حلفائه. هكذا يمكن تسريب الأنباء بأن بوش أعطى موافقته على البدء في المسار السوري ونفي ذلك بعدئذ.

في دولة الذريعة يمكن طرح التقلبات والتأرجحات المضطربة كتعبير عن الجرأة السياسية وتجسيد لمسؤولية الحكومة التي تُملي عليها التوقف عند كل اشارة وتلميح للسلام. وماذا اذا لم يرد الأسد على الرسائل التي تبدو في نظره تعاليا اسرائيليا وإهانة لعقله؟ المهم أن يكون من الممكن القول أن اللثام قد أُميط مرة اخرى عن وجه زعيم عربي مخادع آخر وكُشف "وجهه الحقيقي"كرافض للسلام، من دون التنازل ولو عن ملليمتر واحد من الجولان.

في دولة الذريعة يتصرف الجيش مثل المستوى السياسي. رئيس هيئة الاركان الجديد تحت غطاء شفاف يُدعى "طرف رفيع"، يُحذر من أنه اذا لم تُستأنف المفاوضات مع سوريا فقد تندلع الحرب بما في ذلك اندلاع النيران في الجولان والجليل وتساقط الصواريخ على تل ابيب. الترجمة: الحكومة لا تصنع السلام، والجيش قد ينجر بذلك نحو الحرب. لجنة التحقيق ستشغف في ذلك: الجيش حذَّر والمستوى السياسي تجاهل. عندما تنشر الامور، سرعان ما تتعرض للنفي، ويوضح المصدر "الرفيع" أنه لن يرغب في الضغط على الحكومة، ولكن من المهم التفاوض مع الأسد من اجل النظر للجنود في الأعين.

في دولة الذريعة يُحذِّر رئيس الوزراء من سوء فهم رياضي سوري قد يؤدي الى اندلاع الحرب. ويُصرح بأن اسرائيل لا تملك خطة هجومية، وبعدئذ يُشكل طاقما من 11 وزيرا لدراسة خطة الجيش في الشمال. وزير الدفاع يدعو للتفاوض مع الأسد، وعندئذ تُلتقط صورته في مناورة عسكرية تُظهر احتلال الجيش لقرية سورية. في كل الاحوال لن يكون بامكان لجنة التحقيق أن تتهمهم بأنهم لم يتشاوروا ولم يتعاونوا ولم يتدربوا، كما حدث في الحرب السابقة.

في دولة الذرائع تصدر عناوين صحفية صارخة وتلميحات واشارات متناقضة وشعارات ضبابية تُستخدم كبديل للنقاش الشعبي الحقيقي والضروري حول العلاقات مع سوريا. في مركز هذا النقاش يجب أن تكون منظومة المخاطر: هل السيطرة على الجولان بامتيازاته الطبوغرافية الصارخة وإشرافه على مصادر المياه في الشمال، ضرورية ونافعة في موازاة خطر نشوب الحرب مع سوريا؟ تلك الحرب التي ستؤدي الى انسحاب اسرائيل من الهضبة حتى اذا انتصر الجيش فيها. وبالعكس، هل يجدر استئناف الصفقة المجمدة مع الأسد الأب التي ما زالت موضوعة على الطاولة؟ هل اعادة الجولان بما في ذلك نزع السلاح المعمق في الجانب السوري والمراقبين الامريكيين فوق الحرمون وسفارة اسرائيلية في دمشق واتفاق حول السيطرة على شاطىء طبرية – ستُشكل معا تسوية مستقرة أم أنها ستُعبر فقط عن الضعف الاسرائيلي الخطير؟ هاكم قضية لجدول اعمال "المجلس الوزاري حول سوريا". - هآرتس 14/6/2007 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required