مفتاح
2024 . الجمعة 26 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

كارين كونينغ أبو زيد تقول بأن تفكيرها بأن غزة ستبقى تحت الحصار بعد سنة – موعد انهاء منصبها – يثير الرعب في نفسها. من الجدير أخذها على محمل الجد – بعد أكثر من نصف يوبيل من العمل مع اللاجئين في كافة أرجاء العالم لا يسارع الناس عادة للاصابة بالفزع (بسبب التعود). كونينغ أبو زيد، الممثلة العليا لوكالة الاونروا التابعة للامم المتحدة في الشرق الاوسط شاهدت عن كثب مخيمات اللاجئين الاكثر اكتظاظا مما في افريقيا والبلقان، هي كانت قد بدأت عملها الانساني في السودان حيث تعرفت على زوجها الذي رحل عن عالمه قبل مدة غير بعيدة، وهناك تولت رعاية اللاجئين الفارين من مناطق القتال في اوغندا وتشاد واثيوبيا.

في عام 1989 انتقلت الى ناميبيا للمساعدة في اعادة تاهيل لاجئي التفرقة العنصرية في جنوب افريقيا، وبعدها ارسلت الى سيراليون لاقامة 600 قرية لتوطين 100 ألف لاجيء فارين من الحرب الوحشية في ليبيريا. في اواسط التسعينيات تمركزت في منطقة حرب جديدة، ولكن في اوروبا في هذه المرة. في ذروة الحرب في البوسنة كانت على رأس مكتب وكالة اللاجئين في سراييفو. مكتبها هذا أنقذ آلاف المشردين الفارين من عمليات التطهير العرقي، ورزم الاغذية الهابطة من السماء انقذت اربعة ملايين انسان.

كونينغ أبو زيد وصلت الى الشرق الاوسط قبل سبع سنوات بين ايام النشوة في كامب ديفيد والايام الاولى للانتفاضة الثانية، وخلال خمس سنوات كانت نائبة لمفوض اللاجئين الفلسطينيين، ومنذ صيف 2005 أصبحت رئيسا للمفوضية التي تتولى معالجة 4.4 ملايين لاجيء وتشغيل 25 ألف موظف اغلبهم من اللاجئين.

في عام 1950 سجل في الاونروا 914 ألف لاجيء، الا ان عددهم اليوم في غزة وحدها يبلغ مليون نسمة، نصفهم مكتظون في ثمانية مخيمات، وفي كل يوم تتزايد اعداد متزايدة من الناس على مكاتبها في غزة، والى جانب ذلك تشعر كونينغ ان الضائقة لا تقلص تأييد الناس لحماس والتطلع للعودة الى المنازل التي تركوها قبل ستين عاما.

"غزة هادئة من الخارج، الا انها تغلي تحت السطح مع انفجارات تشير الى توترات خفية"، كونينغ تصف الوضع في غزة، "أنا اقول بأسف كبير ان اعدادا متزايدة من الناس تفقد الأمل. قبل سبع سنوات قال لي بعض الاشخاص "قد لا اشاهد الدولة الفلسطينية في حياتي، الا انني اعتقد ان اطفالي سيرونها"، اما اليوم فاصبحوا يقولون انهم قد يئسوا من هذا المكان وانهم يرغبون بالرحيل والمغادرة. هم يتحدثون عن اطفالهم، الآلاف يطلبون تأثيرات للدول الغربية وهم من خيرة الناس من الحرفيين والاختصاصيين والمتعلمين والماهرين. نحن نتحدث بالطبع عن اقلية يوجد لها مكان تذهب اليه، اما الاغلبية فعالقة في غزة وتهبط تحت خط الفقر ولا ترى نهاية لذلك. أنا اتساءل كم يمكن ان يستمر مثل هذا الوضع.

مقعد صغير ومثقوب

- ما هو رأيك بالاقتراح الذي يجري تداوله في اسرائيل لقطع امدادات المياه والكهرباء على قطاع غزة ردا على صواريخ القسام؟

+ أنا لا اعتقد أن اسرائيل ستفعل ذلك. أنا على قناعة ان الأطراف التي تدرس مثل هذه الخطوات ستتوصل الى استنتاج بأنها لا تتساوق مع القانون الدولي. ومن دون ذلك أصلا يعتبر فرض الطوق على غزة وعزلها وتحويلها الى سجن كبير كما يصف ذلك سكانها، عقوبة جماعية. حتى اذا كانت هناك استطلاعات تشير الى نتيجة اخرى فأنا اعتقد أن هذه الخطوات تزيد التأييد للجهات المتطرفة. كلما زدت من الضغط كلما تمترس الناس عميقا بعقائدهم. أنا اعتقد ان المخيمات الصيفية التي نظمتها الاونروا في الاشهر الاخيرة تبرهن على ايجابيات وامتيازات النهج المعاكس وهو تشجيع الاطفال والشبان على الشعور بأنهم أحرار وانهم قادرون على الاستمتاع بوقتهم وتعلم مهارات جديدة. هذه خطوة تعطيهم منظورا مختلفا أكثر ايجابية عن العالم. المشكلة الأشد خطورة هي أن الاكتظاظ يزداد سنويا. الاطفال يجلسون في المدرسة كل ثلاثة على مقعد واحد مثقوب كان أهاليهم قد جلسوا عليه، ويكتبون على نفس الطاولات التي كتب عليها آباؤهم وأمهاتهم. الدول العربية وعلى رأسها السعودية والامارات تساعد كثيرا في تمويل مشاريع البناء للسكن والمباني العامة، الا اننا نجد صعوبة في جمع التبرعات لتحسين الظروف في المدارس والعيادات، وبسبب الطوق هناك مشكلة ايضا في ادخال المواد الخام مثل الاسمنت. عندما انظر الى صراعات اخرى والى اوضاع لاجئين آخرين أرى سبلا للخروج من ذلك حتى من الصراعات التي امتدت لسنوات اطول. لقد آن أوان الاستيقاظ من الاوهام فالناس في نهاية المطاف يملون من تبديد حياتهم على الصراع من دون أمل بمستقبل افضل.

- لو كنت اسرائيلية فهل كنت ستثقين بالفلسطينيين؟

+ بالتأكيد. فأنا اؤمن بانهم بالفعل معنيون بحل الدولتين وان هذا الامر يمكن ان ينجح. حتى اتباع حماس قبلوا هذا الحل. بطبيعة الحال ومثلما هو الامر في اية تسوية هناك درجة من الخطورة ولكنني اعتقد ان الخطورة الاكبر تتمثل بتأجيل التسوية وتكريس الوضع القائم. الفلسطينيون هم اشخاص مجتهدون مواظبون يرغبون في العمل. لو فتحتم غزة والضفة لازدهر الاقتصاد. أنظر ما الذي نجحوا في القيام به خلال سنة ونصف رغم الانتفاضة والحصار. انا نفسي فوجئت عندما سمعت بان 3900 مشغل في غزة قد أغلقت في الاشهر الاخيرة بسبب اغلاق معبر كارني امام البضائع. لم اصدق ان مثل هذا العدد من المصانع قد نجح في البقاء حتى الان. هناك حاجة بالطبع الى اعادة فتح معبر رفح ايضا. المشكلة هي انهم اعطوا لاسرائيل ذريعة لاغلاق المعابر من اجل معاقبتهم من خلال اطلاق صواريخ القسام. هناك دائرة سحرية مغلقة محبطة جدا.

اللاجئون هم مشروع العمر

- اذا عاد ابو مازن من القمة التي ستعقد في الخريف في امريكا مع وثيقة مبادىء وطلب تاييد الجمهور فهل سيدير الغزاويون ظهورهم لحماس؟

+ انا لا استطيع الحديث باسمهم ولكن المعطيات تشير بان 30 في المائة من الغزاويين يؤيدون حماس و30 في المائة يؤيدون فتح و40 في المائة يعتبرون انفسهم مستقلين واحتمالية التغيير تكمن في المجموعة الاخيرة. هناك اعداد متزايدة من الناس تعلن عن نفسها انها براغماتية في مواجهة اولئك الذين يستطيعون اقتراح شيء ما للشعب الفلسطيني.

- هل سيؤيد اللاجئون الفلسطينيون حكومة فلسطينية تتنازل عن حق العودة؟

+ قبل كل شيء آخر اللاجئون يصرون على ان يتم الاعتراف بحقهم بالعودة الى منازلهم. من المحتمل ان يختاروا امكانيات اخرى ولكنهم لن يتنازلوا عن الحق بالعودة باي شكل من الاشكال. اللاجئون سيعارضون بشدة كل تسوية تؤجل حل مشكلتهم للمستقبل الابعد. هم يقولون ان الآن هو وقت متأخر اصلا. الناس ينتظرون ذلك طوال سنين، سيكون من الصعب جدا محاولة تغيير ذلك ولكن القيادة موجودة من اجل هذا الغرض بالضبط.

- هل تلاحظين تطلعا من اللاجئين في الدول العربية المجاورة للانتقال الى الدولة الفلسطينية التي ستقام في المناطق؟

+ انطباعي هو ان اغلبية هؤلاء الموجودين يتمسكون بحلم العودة الى منازلهم في اسرائيل. عندما سيعرضون عليهم الهجرة الى الدولة الفلسطينية سيكون عليهم ان يقرروا اذا كانوا يريدون الانتقال الى المكان الذي لم يعيشوا فيه بالمرة او البقاء في اماكنهم.

- ما هو موقفكم من هذه المسألة؟

+ موقفنا هو انه يتوجب ان يكون للاجئين الحق في اختيار المكان الذي يذهبون اليه واذا كانوا يفضلون التعويضات. وفقا لقرار الامم المتحدة 194 يتوجب اعطاءهم دورا في هذه القضية. هذه كانت احدى نقاط ضعف عدد من المبررات السلمية السابقة التي كان بعضها جيدا. هذا الامر هام بصورة خاصة في غزة حيث يشكل اللاجئون هناك 80 في المائة من السكان. نحن نصر على ان تكون قضية اللاجئين على جدول اعمال كل مفاوضات حول التسوية الدائمة بين اسرائيل والفلسطينيين. اللاجئون هم مشروع العمر بالنسبة لي وأنا ادرك ما هو معنى العودة للبيت بالنسبة للاجيء، هذه اولويتهم الاولى.

- أنت تقولين انه يتوجب ان يكون للاجئين الحق في اختيار المكان الذي يذهبون اليه. ولكن اسرائيل قد قررت عنهم بانهم لن يأتوا اليها.

+ من الصعب البدء بالتحدث مع اللاجئين اذا انتزعنا منهم الامكانية الاهم بالنسبة لهم وهي العودة الى منازلهم. هناك امكانيات اخرى بالطبع – توطينهم في اماكنهم الحالية، الانتقال الى الدولة الفلسطينية او الهجرة الى دولة ثالثة. الامكانية الاخيرة تلائم اللاجئين الذين يعيشون في مخيمات لبنان خصوصا حيث ان وضعهم اصعب من وضع الاخرين رغم الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية في العامين الاخيرين بالتعاون معنا لتحسينها. عرفات ايضا تحدث عن هذا الخيار.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required