زاوية اسبوعية يتم من خلالها استعراض الحالة المقدسية الفلسطينية، ومن ضمنها الحياة اليومية للمقدسي، اضافة إلى ابراز مكانة القدس الوطنية في التاريخ، والحاضر والمستقبل الفلسطيني.
×
أم خالد: رحلة عذاب يومية وصولا إلى الركن في باب العمود
بالكاد اقتنعت بالحديث معنا.. وبالكاد وافقت أن نلتقط لها ثلاث صور وهي تحتضن ما حملت في صبيحة يومها من خضار لتبيعها في باب العمود..
لم تشأ أيضا أن تعرف باسمها، لكنها وافقت أن تحدثنا عن رحلة معاناتها اليومية من بلدتها في محافظة بيت لحم.. مرورا بالحواجز والمعابر والطرق الفرعية والوعرة قبل أن تصل إلى القدس سعيا وراء لقمة عيش أسرتها... اخترنا لها اسم "أم خالد".. عجوز فلسطينية في العقد السادس من عمرها..قررت أن تتواصل مع القدس منذ خمسة عشر عاما.. تبيع وتتسوق وتلتقي بأهل هذه المدينة التي حولها الإسرائيليون إلى سجن، ومنعوا من هم في أكنافها من حملة البطاقة الخضراء من دخولها إلا بتصاريح... تعيل "أم خالد" أسرة مكونة من ثمانية أفراد وزوجها تاسعهم، كهل في الثانية والسبعين من العمر، أقعده الكبر بعد أن كان يرافقها في رحلة عملها ومعاناتها اليومية... وبالتالي باتت هي مضطرة للعمل دون "أبو خالد" كي تعيل أو تساهم في إعالة أفراد أسرتها بما في ذلك تلبية احتياجات أحفادها الصغار بعد أن تقطعت السبل بأبنائها وانقطعت عنهم الأعمال، فما عاد باستطاعتهم الدخول إلى أماكن عملهم في القدس أو إلى ورش البناء في إسرائيل.. بينما يذهب الجزء الأكبر مما تجمعه من مدخرات عملها لتغطية الرسوم الجامعية لنجلها (وليد)، ولنجل آخر هو (محمد) قد يلحق بشقيقه الأول على مقاعد الدراسة الجامعية بعد أن ينتهي بنجاح من امتحان الثانوية العامة... "أم خالد" التي بدت منشغلة وهي تحدثنا كانت وصلت للتو إلى ركنها المفضل في "باب العمود" .. ولم يفتها الحديث عن رحلة العذاب اليومية بدءا من خروجها من المنزل بعد صلاة الفجر، وأحيانا قبل ذلك وفق جدول مواعيد يحددها السائق الذي سينقلها ومجموعة من نساء القرية والقرى المجاورة في ذلك اليوم متجاوزا بهن عوائق الاحتلال وحواجزه، وفي أحيانا كثيرة يلقي بهن عند أحد الحواجز لينقلن في سيارة أخرى، وتتكرر العملية عند أكثر من حاجز إلى أن ينتهي بهن المقام في القدس.. لكن الوصول إلى "باب العمود " ليس مضمونا في كل الأيام..ففي مرات كثيرة تضبط "أم خالد"، وقبل أن يتمكن منها الجنود تترك حمولتها وتفر ليستولي عليها الجنود.. وقد تنجح في إخفائها مرات لتعود وتستعيدها بعد أن تخلو المنحدرات الوعرة ممن يطارد سيل البشر المتدفق إلى القدس سعيا لبلوغها إما وراء لقمة عيشه أو سعيا للعلاج في مشافيها.. ومن يعانده الحظ، قد يسقط في قبضة الجنود فيلقى نصيبا من الضرب ركلا أو بأعقاب البنادق.. أو أن يصده الجدار فيهوي من عل لتتكسر عظامه على صخور الأرض في "حي الزعيم"، أو أن يعاجله رصاص الجنود من بعيد أو من مسافة صفر، فيرتقي شهيدا ويصطبغ تراب القدس بالقاني من دمه.. يدق جدار الموت عند بوابات القدس العتيقة....
×
في يوم الأرض... للقدس ألف حكاية...
ها هي القدس المحاصرة بالجدار والمعابر والعساكر تروي بعضا مما تعانيه...
حكايات لا تنتهي من لؤم محتل جردها أو يكاد من كل ما تحمله من رموز وتاريخ وأسماء.. والناس فيها قابضون على جمر صمودهم ورباطهم... القدس بعد عقود أربعة أو يزيد من وقوعها في قبضة المحتل تحتفي اليوم بذكرى من رووا بدمائهم أرض الجليل والنقب وروابي الجبال في أكنافها شرقا وغربا شمالا وجنوبا... قناديل حرية تضيء سماء وطننا الملوث بالاحتلال .. كما أرضه وماؤه وهواؤه... يا للقدس كم تختصر حكاية وطن كان فلسطين... وسيظل فلسطين... لن يطمس يهوذا الأسخريوطي.. ولا شمعون ولا ديفيد تاريخها المحفور فوق حجارة "الواد" و"السلسلة".. وحارات "السعدية" و"حطة" وعقبات "السرايا" و"القرمي" و"الخالدية"... لن يطمس المستجلب من بروكلين المسكون بالتطرف تاريخنا في حينا القديم في "حارة الشرف".. هنا تسقط روايتهم المزعومة والباطلة... القدس التي تئن تحت ضرب المطارق وتنهب أرضها وتسرق حجارتها على غير مدن الوطن كله للأرض هنا حكاية أخرى... وفي ذكرى الأرض المجيدة يعلو الأنين صرخة مدوية لعل صرخة العذراء في ظلمة الاستباحة والاجتياح تلامس آذان من ناموا واسترقوا السمع جبنا ونذالة... في القدس كم من مقدس من مسجد وكنيسة... وكم من رابض يصلي لأمنها وسلامها يستحضر المسيح في محبة وتسامح... كم من قاصد لدروب آلامها يستجمع الصبر الجميل وأوجاع من ظل وحده يقاوم ويقاتل... في القدس كم من خيمة في القدس تضج بالطفولة والخصوبة... في "الثوري" و"الزيتون" و"الحردوب"... وفي سلوان والشيخ جراح.. والعيسوية... في كل شبر من أرضها أو ما تبقى وقد مزق الاحتلال أرضها كل ممزق نهبا للجدار والمعابر والأنفاق والجسور... في القدس وعلى سفوحها فتحت لفجر حريتها أبواب "الشمس" و"الكرامة" و"الصمود" و"أحفاد يونس"... في القدس عماليق من بشر ورموز...كان لهم في القدس حكاية.. والحكاية اليوم تاريخ يروى... في القدس من هؤلاء شهداء ارتقوا في "يوم الأرض"... وفي الانتفاضة... هل كان مصادفة أن يجود المخيم الصامد في شعفاط بشهيد الأرض عبد الله الحواس... كان الشهيد يومذاك قرة عين والديه.. أتم علمه وتدريسه في قلنديا قبل أن يزف في يوم الأرض عريسا يحمل روحه على كفه وفي الأخرى شهادة المهندس... ومن القدس كانت شرارة الانتفاضة... من بين أسوارها تفجر السيل لينثر على الأرض حرية... من القدس ارتقى شهيدها المسن صبري غريب ( أبو سمير)... من يفوح قريته بيت إجزا الرابضة على خاصرة مدينته المقدسة... من ناسها من قضى وارتقى شهيدا ك"فيصل" وسليم الشلبي.. وعز الياسيني.. ومنهم ما زال ينتظر... سيل من حكايات الحجر والبشر والتاريخ لا ينتهي... في القدس اليوم أم كامل الكرد.. وأيوب شماسنة... وعرابي شقير .. وقائمة المرابطين تطول... لكن رغم ما في القدس...من قصص للبطولة والصمود... في القدس تتسع أوجاع الناس وهمومهم...... كما اتسعت يوم الصلب آلام المسيح... إذن لأرض القدس حكاية برائحة التاريخ وصناعه... في القدس وحدنا نكتب التاريخ.. وفي يوم الأرض... للقدس ألف حكاية...
×
'أحفاد يونس'.. حكاية أخرى...
فوق تلة تقابل مستوطنة "معاليه أدوميم" حي فلسطيني أقامه قبل أيام مئات من النشطاء الفلسطينيين في إبداع جديد للمقاومة الشعبية... بعد "باب الشمس" و"الكرامة"، و"صمود القدس" على أراض فلسطينية صادرها الاحتلال في القدس ليوسع مستوطناته، ويبني جديدا من هذه المستوطنات التي لم تبق للمقدسيين متنفسا من سماء وأرض...
لماذا "أحفاد يونس...؟" قال محمود العالول عضو مركزية حركة فتح الذي شارك في إقامة الحي الجديد... اختيارنا هذه التسمية رداً على ما يزعمه المحتلون في أساطيرهم بأنهم أبناء وأحفاد يونس ... إذا كان الحال كذلك، فنحن الأحفاد الحقيقيون ليونس، ... نحن أصحاب هذه الأرض، ونحن من نقرر وفي أي وقت البناء فوق كل شبر من أرضنا التي نهبت غصبا لتبنى المستوطنات ودفيئات التطرف ويجلب إليها من يجلب من أصقاع الدنيا...أضاف العالول:" هي أيضا امتداد لقرية "باب الشمس".. وأحفاد يونس حي من أحياء هذه القرية يتاخم أكبر مستوطنة يهودية شرق القدس...وهي رسالة ذات مغزى، فهمها الإسرائيليون، لكن الإعلام انشغل عن فهم هذه الرسالة بزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، رغم أن رسالتنا أيضا موجهة لسيد البيت الأبيض لنقول ونذكره بفظاعة الانتهاكات الإسرائيلية في القدس .. لعل الرسالة بلغته رغم المديح الذي أغدقه على حليفه الإسرائيلي وغزله دون حدود بإبداعات هذا الحليف... حتى اللحظة تنتصب الخيام فوق التلال على مدخل بلدة العيزرية.. وبجوارها ينتصب علم فلسطين.. حكاية أخرى تواجه الاستلاب اليومي .. كي تسترد القدس عافيتها .. وكي تستعيد وجهها العربي الذي شوهته أشباح الإسمنت وجدران الكراهية والحديد... أن تنصب خيمة في القدس، فأنت موجود... والخيمة حكاية أخرىلا زالت عائلة كستيرو – مثلا- تقيم فوق أنقاض منزلها المهدم في بيت حنينا... وفي "خلة العين" من أراضي الطور لا تزال عائلة زبلح في بيت الطوب والصفيح بعد هدم منزلها... أما عائلة المواطن رشدي غيث، فلا زالت تترقب بقلق ما سيؤول إليه مصير منزلها الذي حاصرته جرافات الاحتلال قبل أكثر من شهرين وكادت أن تهدمه لكنه نجا في اللحظة الأخيرة من أنياب تلك الجرافات... هل تتحول القدس بعد حين إلى مدينة خيام...؟ يقول العارفون: ربما..!! في القدس اليوم لجوء بعد لجوء... هل سمعتم بالمسن المقدسي أيوب شماسنة...؟ في منطقة أسموها ب "كبانية أم هارون" يقيم هذا المقدسي منذ عقود طويلة... فجأة أصبحت الأرض وما عليها ملك للمستجلبين.. وفي كل حين قد تجد العائلة نفسها في العراء داخل خيمة بالكار تقيهم البرد والحر... وخيام المقدسيين كثيرة... تأتي "أحفاد يونس".. لتكتب من جديد حكاية صمود أخرى... رسمته "باب الشمس" و"باب الكرامة".. إنها حكاية صمود...
×
مجرد سؤال
لماذا لم تمثل فلسطين برئيسها في الجنازة المهيبة للقائد الأممي هوغو تشافيز....؟
ألا يستحق هذا الزعيم البطل منا حضورا رسميا عالي المستوى أسوة بمن حضروا من زعماء العالم...؟ في الحشد والتجنيد لقضيتنا العادلة نحن بحاجة إلى أن ننتبه لشعوب العالم وقادته الوطنيين والأمميين أمثال تشافيز الراحل، وغيره من قادة أمريكا اللاتينية الثوريين... فالعالم ليس أمريكا التي نعرفها وحدها والتي تناصب حقوقنا العداء، وتقف إلى جانب حليفتها إسرائيل في السلم والحرب وفي كل الأوقات....! العالم ليس أوروبا فقط... التي تبتزنا بأموالها... وليس كندا التي تهددنا وتتوعدنا إن نحن لاحقنا إسرائيل لجرائمها بقطع أموال مساعداتها عنا... في العالم شعوب وأمم تقدس نضالنا، والفلسطيني بالنسبة لها رمز لثورة ونضال...ألم تتحول كوفية الشهيد ياسر عرفات إلى أيقونة لشعوب في أوروبا وأمريكا اللاتينية وشرق آسيا... تلك شعوب بسيطة أقرب إلينا من حبل الوريد.. تعشقنا وتناصرنا دون تردد... ألا تستحق منا وقفة من أعلى القمة إلى جانبها في فقدان قادتها ورموزها... كنا نتمنى على الرئيس محمود عباس أن يكون الأول بين قادة العالم ليمثل فلسطين كلها من البحر إلى النهر في جنازة زعيم وقائد ثوري، لم يتردد لحظة واحدة في ركل سفير دولة الاحتلال وطرده من فنزويلا بعد عدوانه الأخير على غزة...تشافيز الذي وصف دولة الاحتلال بأنها إرهابية - ولم يجانبه الصواب- يستحق منا أكثر حتى ولو غضبت إسرائيل ومن خلفها أمريكا والغرب كله... شعبنا على قلب رجل واحد مع فنزويلا اليوم في حزنها ومأساتها ونكبتها بفقدان تشافيز وفي بلد هذا الزعيم الراحل، وكما في أوطان أمريكا اللاتينية الأخرى شعوب عظيمة ... لا تنسوا بهذه المناسبة فيدل كاسترو... لا تنسوا كوبا... ولا تنسوا أيضا تشي جيفارا... ألم يكن هؤلاء ولا زالوا رموزا في مقاومة الإمبريالية الاستعمارية ومقارعتها من أقواله في زعماء إسرائيل عشية عدوان الأخيرة على غزة.. "ينبغي جر الرئيس الإسرائيلي إلى محكمة دولية ومعه الرئيس الأميركي، لو كان لهذا العالم ضمير حي. يقولون إن الرئيس الإسرائيلي شخص نبيل يدافع عن شعبه! أي عالم عبثي هذا الذي نعيش فيه؟". أخيرا... صحيح أن السرطان هو السبب الظاهر لرحيله... لكن الا تثير مواقف هذا الزعيم الأممي ومعاداته الشديدة للولايات المتحدة وإسرائيل والامبريالية تساؤلات عما إذا كان السرطان دس إليه كما السم ولا يعجزون في أمريكا وإسرائيل والغرب عن فعل أمر كهذا...؟ مجرد سؤال....؟! وتذكروا الرحيل المريب والمفاجيء للشهيد ياسر عرفات... تذكروا ما قيل في مرضه... ألم يشر إلى الإيدز كواحد من أسباب الوفاة..؟!!
×
القدس تحتضر.... مجنون يكتب... وعاقل يقرأ....
القدس اليوم في احتضار.. ودليلي:
أولا: المسجد الأقصى: قاب قوسين أو أدنى يوشك أن يصبح هيكلهم المزعوم. كيف؟ * يسيطرون عليه بالمطلق ووجود الأوقاف شكلي ورمزي* تدنيس القرآن وركله بالأقدام بات حدثا يمر دون مساءلة** النساء: يعتدى عليهن في ساحاته وينزع الحجاب عن رؤوسهن ويعتقلن** مدير المسجد الأقصى: يمنع من الدخول إليه بأمر من وزير الأمن الداخلي** الترميم: ممنوع إلا ما أذنت به شرطة الاحتلال وسلطة الآثار الإسرائيلية** الاستباحات: يومية: جنود ومجندات... رجال مخابرات... ومستوطنون متطرفون** وحاخامات مجانين بتطرفهم وعنصريتهم. ** خارج أسوار الأقصى: منشآت ومباني الهيكل بنيت وجاهزة، لم يتبق إلا السيطرة على المركز واحتلاله... وقد يكون ذلك بافتعال مجزرة يرتكبها غولدشتاين جديد.. أو قصف من الجو... ونسف من باطن الأرض عبر مدينة الأنفاق أسفله. ثانيا: البشر: أكثر من ربع مليون، لكنهم سكارى وما هم بسكارى: تجار باتت محلاتهم نهبا للضرائب والكساد والملاحقة. مواطنون يهدمون منازلهم بأيديهم وأيدي أعدائهم الغاصبين المحتلين.. عائلات لا مأوى لها إلا الحظائر والبركسات... حجوزات بالجملة... بطالة وفقر وقدسنا الأعلى في معدلات الفقر والبطالة.. انفلات ومخدرات... وعنصريون يستهدفونهم بالقتل والإصابة... وكمائن صيد لهم عند الحواجز وعلى معابر الخروج مطلوبون للبلدية والضريبة ولشركة المياه جيحون، ولسلطة الاذاعة والتلفزيون الإسرائيلية، رغم أن بعضهم لا يملك تلفازا، وإن ملك، بالكاد يشاهد قنواتهم التلفزيونية... أطفال يعتقلون وتستباح طفولتهم.. ألم تسمعوا بالطفل مسلم عودة 15 عاما.. يوازيها 15 حالة اعتقال منذ أن بلغ سن التاسعة... ثالثا: الأرض: نحو 40% من مساحة مدينتنا أقيمت عليها 16 مستوطنة بات يقطنها أكثر من 200 ألف مستجلب، وفي البلدة القديمة وحدها هناك أكثر من 4 آلاف مستوطن ... 86% مما يملكه المقدسيون محظور عليهم التصرف فيه.. هواؤهم وماؤهم ليس لهم... والجدار حول القدس أحاطها كالأفعى، وبين كل مقطع في الجدار ورم سرطاني يسمى حاحز أو معبر بل هو في الواقع مبعر... بعض بل كثير من البيوت شطرت بالتقسيم الإداري للمدينة: نصفها قدس والنصف الآخر ضفة... أي تتناول طعام في مطبخ القدس.. وتنام ليلك في غرفة نومك بالضفة يحدث هذا داخل الشقة الواحدة.. وإن أمسك بك الجنود وكنت ضفاويا عند عتبة بيتك حيث تقيم مع زوجتك المقدسية ومع أطفالك المسجلين في بطاقة هوية والدتهم تسجن بتهمة الدخول دون تصريح للقدس حتى ولو اقتادوك من بيتك... أما دليل إقامتك في القدس فيلزمك من الإثبات والدليل كثير بما في ذلك ورق التواليت المستعمل للتو في الحمام.. وملابسك الداخلية، وطعامك أو بعض طعامك الجاهز في الثلاجة.. وحتى ألعاب أطفالك... وقد يكون الغبار المتراكم دليلا ضدك ما لم تثبت أن وجوده بسبب إهمال الزوجة في تنظيفه... رابعا: المؤسسات: أكثر من 30 مؤسسة أغلقها الاحتلال ونحن أغلَقنا ضعف هذا العدد حين تركنا القدس وزحفنا إلى رام الله عاصمة أردناها مكرهين، وذهبنا إليها طمعا في التمويل والتموين.. خامسا: الصحة والتعليم: في الصحة لا تسمع إلا عن صناديق المرضى الإسرائيلية: كلاليت، ليؤمي، ميوحيدت، ومدراؤها وأصحابها : محامون وأطباء وناس عادية امتهنوها تجارة وربحا.. فيما المقاصد يحتضر ويئن تحت وطأة شح المال وأزمته الخانقة المميتة...وحرمان أطبائه وممرضيه من أبناء الضفة من الالتحاق بأعمالهم فيه إلا بتصريح وترخيص، ولا يملك التصريح إلا من رحم به الاحتلال... أما التعليم فليس أفضل حالا: تتقاذفه بلدية الاحتلال ووزارة المعارف ومدارس وكليات خاصة تجارية ترتزق منه.. هم يسطرون على جل مدارسنا بينما نحن بالكاد ندير مدارس لا تهوية ولا تدفئة فيها، بل لا مبان أصلا غير المقرات المستأجرة... في القدس. وما ذكر ليس كل ما تعانيه بل هو غيض من فيض بالكاد تصدق أنك فيها لولا حضور تاريخها، ولولا ما بقيت تتنسمه من حقب المجد السالفة... لكل هذا القدس تحتضر... القدس اليوم في احتضار...
×
أبو عياش.. رحل وقد نسيه وتناساه كثيرون.. ثم يذكرنا الموت به
فجعنا، كما فجعت عائلته الكريمة برحيل الإعلامي المخضرم رضوان أبو عياش اللاجيء القادم من مخيم عسكر قرب نابلس إلى القدس حين كانت القدس نبض الوطن من شماله وجنوبه وسطه...
في القدس خطا أبو عياش بداياته الأولى، في صحفها ومجلاتها.. وفي مكاتبها الصحفية.. بدءا من صحيفة "الشعب" المقدسية حيث عرفناه وتعرفنا عليه هناك، وحين كان رئيسا لرابطة الصحفيين العرب، وله فيها وفي ماضيها بصمات لا تنسى. ثم انتقاله إلى مجلة "العودة" لمحررها الاعلامي والشاعر الكبير ابراهيم قراعين، وفي مكتب الخدمات الصحفية المنبثقة عنه مجلة "العودة"، وكان واحدا من كوكبة كبيرة من الاعلاميين المؤسسين الراسخين خبرة ومعرفة في مهنة المتاعب أمثال: عبدالكريم سمارة، وليد العمري، باسم أبو سمية، جواد الجعبري، الياس زنانيري، والراحل علي قعدان، ، وقبل أن ينضم لاحقا إلى مجلة "العودة" وكتبها الفلسطيني إعلاميون وكتاب وشعراء أمثال فقيدنا الراحل الشاعر والاعلامي المخضرم احمد عبد احمد، والكاتب جميل السلحوت، وكان لي أيضا شرف العمل في "العودة" في تلك الفترة، وقد تلقفتني بعد أن أغلقت صحيفة "الفجر" بسبب الزمة المالية، وتلاها تباعا صحف أخرى مثل "الشعب" والنهار"... وأغلقت رابطة الصحفيين التي تحولت إلى نقابة، ثم رحلت أو رحلت مع من رحل طوعا من المؤسسات... في تلك الفترة، وتحديدا أواخر سبعينيات وحتى مطلع تسعينيات القرن الماضي، عاشت القدس عصرها الذهبي إعلاميا وسياسيا، وقاد إعلاميوها ومن بينهم الفقيد الراحل رضوان أبو عياش مع من قاد من رموز العمل الوطني معركة التصدي للاحتلال، حين كانت صحفنا ومجلاتنا منابر وطنية تدافع عن منظمة التحرير وعن شرعية تمثيلها، بل أن تلك الصحف كانت مقار لقيات العمل الوطني، بما في ذلك قيادة الانتفاضة الأولى التي لم يقتصر عملها على توجيه الناس نحو فعاليات الانتفاضة الأولى وأنشطتها الميدانية، بل اندمجت معهم، وتحسست همومهم وقضاياهم، وحتى احتياجاتهم اليومية، وكان للراحل يد بيضاء في هذا الجانب إلى جانب عمله إعلاميا ينقل الخبر والصورة إلى العالم أجمع عما يجري من قمع إسرائيلي وتكسير لعظام الفلسطينيين... في كل هذا كان الفقيد حاضرا مع شعبه ومعنا، متواصلا مع قيادته في الخارج، قيادة منظمة التحرير، فبنى وأسس في الرابطة .. وفي "العودة’" وفي مكتبها الفلسطيني ... وكانت القدس الأحن على أبنائها، وقد أعطوها من زهرات شبابهم ما أعطوها... كانت القدس عنوان وطن نهبه المحتلون... ولم يحكموا النهب إلا بعد أن أحاطوها بالحواجز والمعابر والجدران... ومنعوا الدخول إليها، فباتت كما قال شاعرنا العربي: حرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس باتت القدس مشهدا من كوة في الجدار يراها القادم من الجنوب والشمال ومن الوسط أيضا ... يقتل الحزن والاشتياق عشاقها إلا من نالته "منة" المحتل ورضاه، فرضي عنه، ودخلها بتصريح زيارة كمريض... أو زيارة لرحلة استجمام وسياحة.... اليوم نتذكر الراحل في موته، وقد كان بالأمس قريبا بين ظهرانينا نال المرض منه ما نال وكان أولى منا بالتذكر والسؤال... رحل "أبو شادي".. وعين القدس باكية والقلب في حزن وانفطار سلام عليك يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعث حيا... أيها الحي فينا ما حيينا... سلام على الروح من أسوار قدس تقاتل وحدها لتحمي روحها من فولاذ الحصار
×
إلى سامر.. لا تكتب الوصية
نكتب إليك لا نكتب إلا إليك
وتمضي بنا إلى حيث لا نريد أن نمضي إلا بك نحو عز وعلياء ونحو كرامة الأحياء لعل تلك الكرامة تبث المروءة في الأموات تكتب بالغضب في عينيك وصيتنا.. لكن لا تكتب وصيتك أنت ما معنى الحياة وقد سطرت بالجوع أوجاعنا ما معنى الصمود لو ما علمت جلاوزة المحتلين دروسا في العناد ، فقاوم الموت كي تكون الشاهد على الشهادة يا سامر المقدسي علمهم بأن الحياة على الموت انتصار فلا تكتب غير وصايا من ناموا على الضيم وأضربوا دهرا عن الكلام يا سامر العيساوي: وطن أنت نسكنه فامض بنا نحو باب شمسك.. نضرج بقاني اللون طريقا للحياة.. يا سامر الوطن والبطل والقضية لا ضرك مستجلب من الإفرنج والأحباش فلا تكتب أبدا وصيتك...ففي بعض هذه الحياة أو كلها ما يستحق الحياة على هذه الأرض أيضا ما يستحق الحياة اليوم بالجوع تصنع للقدس هوية.. ولفلسطين اليوم هوية الوطن الأسير والشهيد للقدس عشق أبنائها.. لها الجمر تحمله أكف الصامدين فيها.. فيها القابضون على جمر الاحتلال... أمك يا رفيق تختصر حكاية النساء في وطننا الملتهب بالحريق.. عيناك جمرتان والقابضون على الجمر اشتعال وحين الكلمات لم تفض كلاما فرت من عين والدة دمعتان يا أم سامر كم جمل للمحامل أنت لا إنس قبلك ولا جان ما أوهن القيد غير سجان حقير فمدي للمجد قامة.. ومدي له يدان دم الشهيد تخالط أنهار دمع والدمع فيض من لهيب وطوفان
×
ليس للطفولة معنى وحضورا في سلوان..
في سلوان تكبر الرجولة بالطفولة... ما الدليل ياسلوان دليلنا: أكثر من مائة طفل في هذه البلدة الرابضة على الخاصرة للجنوبية للبلدة القديمة من القدس ذاقوا مرارة الاحتجاز والاعتقال والتنكيل والابعاد عن البيت...
مسلم عودة أبرزهم: طفل لم يتجاوز بعد سن الخامسة عشرة، سجل حتى الآن أكبر عدد من مرات الاعتقال بين أقرانه.. المرة الاولى كانت حين لم يتجاوز من العمر تسع سنوات.. اتهم في حينه برجم الجند بالحجارة، وفي جولات تحديه للغرباء أصيب أكثر من مرة، وفي كل مرة يخرج من جرحه أكثر قوة وعزما وشكيمة.. لم يكن اعتقاله في كل مرة اعتياديا، فتنوعت وتعددت طرق اعتقاله امن كمين مرة نصبته له الوحدات المستعربة، واصيب في حينه بكسور في الجمجمة ، أو اثناء تواجده في شوارع سلوان، أو يتم استدعائه للتحقيق بعد أو من خلال مداهمة منزله في ساعات الفجر، ثم احتجازه لايام ، وفرض عليه الحبس المنزلي، والإبعاد عن منزله. في هذا العام ، وعلى مدى أيامه وأسابيعه المنصرمة لم تنعم عائلة الطفل عودة براحة البال ، وبات أفرادها جميعا في دائرة الاستهداف.. ففي يومه الأول اعتقل ابراهيم شقيق مسلم، لمدة أسبوعين وتنقل من تحقيق الى جلسة تمديد، ثم أفرج عنه بكفالة مالية وبشرط الحبس المنزلي، وفي أواخر الشهر الأول اعتقل شقيق آخر لمسلم هو (محمد) ولا زال رهن الاعتقال حتى اليوم، ويحقق معه في زنازين المسكوبية، وتجرى له جلسات محاكمة سرية بتهم مختلفة، وقبل أيام قليلة خلت أعيد اعتقال مسلم، وسلم والده استدعاء للتحقيق.. قيل في سلوان: هذا الشبل من ذاك الاسد... فالوالد موسى عودة مدرسة جامعة في التربية الوطنية، على يديه تتلمذ الابناء حبا للقدس وسلوان... وحين صدر القرار بهدم المنزل في حي البستان، تحول حبها إلى حالة عشق وغرام.. سلوان قلعة الصمود، وبوابة الدفاع عن قدس مقدسة فيها المسجد والكنيسة.. وكي لا نغمط موسى الوالد حقه، عرف معنى أن يكون خلف القضبان هو الآخر، حين أمضى شهورا في الاعتقال... لم ينكسر الرجل أبدا.. ولم تنحن قامات الابناء.. يا قامة طفل عانقت السماء.. مسلم بعض من حكاية، والاقران من الابطال كثر في سلوان... صور وأسماء وبطولات.. وانكسار الحديد والغاز والمطاط في أجساد الصغار.. سلوان تنهض وتصنع قمتها.. وعلى سفوحها الشماء مقام الشهداء... بلد الشهيد من سرحان .. وميلاد..
×
'وعر أبو صلاح'.. حكاية عائلة.. وقصة مدينة
"وعر أبو صلاح": مرتفع من بيت حنينا شمال القدس يقابله على تلة أكثر ارتفاعا مستوطنة ريخس شعفاط المقامة على أراضي بلدة شعفاط... في وعر أبو صلاح أسرة فلسطينية ممتدة قامتها في السماء وجذورها في الأرض... وفي مبنى ضخم لم تكتمل تشطيب شققه الأربع بعد يقطن المواطن صلاح كستيرو وأربعة من أبنائه... تحيط بالمبنى أرض حباها الله من الزرع الأخضر ما حباها.. "شقاء الدنيا كلها" صبته العائلة صبا حتى اكتحلت عيونها بمأوى... كان حلما يؤوي نحو عشرين طفلا من أبناء العائلة.. جلهم تلاميذ مدارس يحملون على أكتافهم الصغيرة حقائبهم المدرسية.. ثم حين يعودون من مدرستهم يعودون ركضا إلى مملكتهم في غرف امتلأت بالصور والرسومات... هذا الحلم الذي حققوه زمنا.. تلاشى فجأة بعد أن سبقتهم الجرافات إليه، وكانوا غادروا منزلهم ليعودوا عند الظهيرة وقد تحول البيت إلى ركام... كان التعبير عفويا.. بكاء ودموع ملأت عيون الصغار... وبكى من كان من جد كاد أن يفقد وعيه.. وآباء وأعمام .. ونحيب الجدة وبناتها والعمات والخالات.. صرخ الطفل الصغير" هذي الأرض إلنا..." وتقدم.. لكن شياطين الجليد بردائهم الأسود أحاطوه بفوهات بنادقهم وبابتسامات ساخرة قتلت فينا الرجولة.. وبلغت قلوبنا الحناجر... ظل الطفل يبكي متفلتا من الجنود قبل أن تصده شقيقته الطفلة الصغرى... خشيت على شقيقها بطش الجنود والشياطين التي تقوت بالكلاب... كاد الجد أن يسقط لولا تدافع الأبناء إليه يهدئون من روعه.. فيما هدير الجرافات يعلو على النحيب وعلى بكاء المكلومين.... أنياب الجرافات كانت تغوص في الروح قبل الاسمنت... كان الحلم يتهاوى أمامنا.. حلم عائلة ممتدة.. بل أحلام عشرات من نسائها وأطفالها ورجالها... لم نكن نسمع سوى تهدج الجد بالبكاء والصراخ" هدوه... هجم البيت باللي فيه... تحويشة العمر يا عالم...." الكل تسمر في المكان حتى من امتشق يراعه أو آلة التصوير... لست اليوم حياديا... ليس الجد وحده صاحب البيت... أنت ومن معك تشاركون المسن لحظة انهياره وبكائه... تشاركه دمعه وغيظه وفقدان حلمه ومأواه... في المقابل كانت شياطين الجليد تحتفل بخراب بيوت "الأغيار" على طريقتها... ابتسامات وضحكات يتبادلها الجنود... حققوا في الهدم والتخريب ما لم يحققوه في ساحات المعارك... لعلنا لم ننس بعد سائق الجرافة في مخيم جنين في معركة كرامة المخيم قبل عقد من الزمان.. مما رواه السائق في حينه عن سعادة لا توصف وهو يتقدم بجرافته فوق بيوت الصفيح والطوب... عمال البلدية المستجلبون من تايلاند ومن أثيوبيا... وطواقم الإخلاء المستجلبون من المستوطنات غادروا المنزل بعد أن أفرغوه من الأثاث ورموه من الشرفات... وقبل أن يغادروا لوحوا بأصابع أيديهم بإشارات معيبة... لم يخفوا فرحتهم على أنقاض الطفل الصغير من عائلة كستيرو... صراخه لا زال يصم الآذان... وحبات دمعه صوان بيت وعد الجد أن يبنيه من جديد.... قالت الجدة أيضا: سنبقى فوق الركام حتى نبني بيتا آخر...
×
وادي الربابة... غضب تحت الرماد
في وادي الربابة جنوب البلدة القديمة من القدس كان المشهد نهاية الأسبوع المنصرم غير اعتيادي...
رسمت المواجهة هناك بين من التصق في أرضه وبيته والمستجلبون المسكونون بالوحشية واقعا من حياة المقدسيين هناك وهم بدافعون وينافحون عن وجودهم ويتصدون بصدورهم العارية لآلة الهدم الإسرائيلية..
في وادي الربابة نشبت الجرافات أنيابها في الأرض وفي الشجر والحجر.. وكلابهم المفترسة لم تتنوان أيضا عن أن تنشب أنيابها في أجساد الرجال والنساء لحظة أن قاوموا هدم بيوت الطوب والصفيح.. واقتلاع زيتون معمر غاصت جذوره في أرض الواد قبل أكثر من اربعمائة عام... قالت روايتهم الرسمية: حضرت قواتنا لهدم بناء غير قانوني.. أما رواية المظلومين، فتقول عكس ذلك تماما.. "نحن بعض هذه الأرض .. بل نحن مكون تاريخها.. نحن قبل أن يأتي مستجلبوهم من شرق وغرب ليحتلوا ويستوطنوا... نحن أيضا قبل أن يبنوا قبورهم الوهمية التي ملأت الوادي ليزيفوا تاريخا ليس لهم به ارتباط أو علاقة... ضرب الرجال والنساء من عائلات الزير وسمرين، وهاجمهم الجنود والكلاب... قبل أن تصيح النساء المضروبات :".. يا كلاب..."... قال كبيرهم الذي علمهم النهب والبطش والطغيان:"الواد وادينا.. وبعض من حوضنا المقدس...؛ وأمعن في التدجيل والتزوير والتدليس.. يريدون تاريخا ليس لهم في التاريخ هناك من ذكر غير أساطير التطرف.. وادي الربابة هو كما تذكر المصادر التاريخية جاي بن هينوم- وهو السهل الذي يحده شمالا جبل صهيون ومن الغرب سينماتك القدس. في الجانب الغربي منه يقع حي أبو طور (الثوري) ومن الجهة الشمالية- الشرقية سلوان. والسهل هو جزء من المنطقة المنزوعة التي كانت بين إسرائيل وبين الأردن حتى العام 1967. اليوم يستعمل كمنطقة خضراء للجولات، لتسلق الجبال وركوب الخيل.. ولغاية العام 1967 تم تقسيم المنطقة حيث كان يخضع القسم الغربي للسيطرة الإسرائيلية، فيما منطقة وسطى محايدة ومنطقة شرقية كانت تخضع للسيطرة الأردنية. السهل بغالبيته غير مزروع باستثناء بعض المدرجات الزراعية والأشجار المثمرة وشارع يربط حي البستان في سلوان مع حي أبو طور وغربي المدينة... ومن الناحية الأثرية، فإن وادي الربابة هو استمرار للمنطقة المعروفة باسم كتف هينوم- رأس الدبوس التي تمتد من منطقة كنيسة سانت اندروس غربي القدس ولغاية حي البستان شرقا. وقد كانت المنطقة كلها تستعمل للدفن على مدار آلاف السنين. الجزء الشرقي- الأسفل من السهل محسوب على حقل داما في الرواية المسيحية. تاريخ عربي خالص.. ليس في روايتهم شيئا من الصحة... بل كل روايتهم تضليل واصطناع.. ما جرى في هذا الواد نهاية الأسبوع المنصرم من ضرب وتكسير وعدوان بالكلاب البوليسية بعض مما يعانيه الناس في مدينتنا المشتعلة بالغضب.. غضب تحت الرماد.... اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647 القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14 حي المصايف، رام الله الرمز البريدي P6058131
للانضمام الى القائمة البريدية
|