مفتاح
2024 . الخميس 18 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

"أمريكا لن تغض النظر عن حقوق الشعب الفلسطيني... لن تدير أمريكا ظهرها للتطلعات المشروعة للفلسطينيين ألا وهي تطلعات الكرامة ووجود الفرص ودولة خاصة بهم...لقد أتيت إلى هنا للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي استنادا إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل". بهذه الكلمات خاطب الرئيس الأميركي باراك أوباما مستمعيه من العالمين العربي والإسلامي من على منصة جامعة القاهرة.

إن المصارحة والحوار الصريح بين الطرفين الذي دعا إليه الرئيس أوباما في خطابه، لهو نهج بناء يمكن من خلاله التوصل لحلول مشتركة خاصة بين الإدارة الأميركية والدول العربية والإسلامية، وعندما يقول أوباما أن الحل الوحيد لطموح الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي العمل على حل دولتين، وان وضع الفلسطينيين لا يحتمل، وإنه لا يمكن إنكار حق الفلسطينيين أو إسرائيل في الوجود، فهو يضع يديه على الجرح والسبب الحقيقي للتوتر في الشرق الأوسط والعالم، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح لن تكتمل إلا إذا باشر فعلا أوباما العمل على إنهاء الصراع واتبع أقواله بأفعال تقنع الشعب الفلسطيني والأمة العربية بجدية إدارته في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

إن المصارحة العربية مع إدارة أوباما هامة، والتي لا بد وان يكون عنوانها إتباع الأقوال بالأفعال، فالخطاب الذي وصف بالتاريخي لسيد البيت الأبيض، مشجع، وهو ما يمكن للجانب العربي أن يبنى عليه سياسيته في الحوار والمصارحة مع واشنطن وإقناعها بان مصالحها ومصلحة الاستقرار في الشرق الأوسط، تتطلب ضغطا جديا على تل أبيب وحكومتها الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، فالأجواء السياسية الدولية والأميركية والأوروبية والعربية جميعها ايجابية لجهة التوصل لحل لإنهاء الصراع، إلا أن الاستثناء في هذا الإطار يكمن في إسرائيل التي لا يمكن وبحسب المؤشرات الحالية أن تكون الحكومة الحالية فيها قابلة لان تكون طرفا في الوصول إلى هكذا حل، وذلك بفعل تبينيها واستمرارها بفعل سياسياتها الاستيطانية والتوسعية والرافضية للرؤية الدولية والأميركية لحل الدولتين.

إن المعاناة التي عاشها الشعب الفلسطيني بفعل النكبة والاحتلال الإسرائيلي قد أتى على ذكرها الرئيس خطاب الرئيس أوباما حيث قال: "لا شك أن الشعب الفلسطيني قد عانى في سعيه للحصول على دولته الخاصة إذ يعاني من التشرد والعذاب منذ أكثر من ستين عاما"، وأضاف "العديد من أبناء الشعب الفلسطيني ينتظر في مخيمات اللاجئين في قطاع غزة والضفة الغربية والدول المجاورة وهم يتوقون للعيش بسلام وامن".

هذه المعاناة يمكن أن تنتهي بإنهاء الاحتلال والتزام بتنفيذ إسرائيل قرارات الشرعية الدولية ولاسيما قرارات مجلس الأمن الدولي، ليتسنى للشعب الفلسطيني العيش بحرية وكرامة بعيدا عن المعانة والإذلال، والتي أشار أوباما إليها عندما قال "أن الفلسطينيين يعانون من الإذلال اليومي في ظل الاحتلال لذا أقول بكل وضوح إن وضع الشعب الفلسطيني لا يحتمل والولايات المتحدة لن تدير ظهرها للطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني للعيش بكرامة في دولته المستقلة".

الرئيس الأميركي صاحب شعار التغيير، أراد أن يضفي ملامح التغيير أيضا على التوجهات والسياسات الأميركية تجاه العالم العربي والإسلامي، ولكن التغيير الحقيقي الذي أشار إليه وتجلت ملامحه في خطابه من منصة جامعة القاهرة، والقناعة الحقيقة لدى الشعوب العربية والشعب الفلسطيني بجدية أوباما وإدارته لن ترى النور إلا عندما تضغط واشنطن على حليفتها تل أبيب بكل قوة ليس لتجميد الاستيطان فحسب، بل لإنهاء الاحتلال، أساس كل الشرور وعدم الاستقرار المنشود، وذلك عبر وضع جدول زمني للتوصل لاتفاق ينهي هذا الاحتلال وتبعاته من مصادرة أراضي الفلسطينيين وإنهاء البناء الاستيطاني وجدار الفصل العنصري والإفراج عن الأسرى وكذلك رفع يد الاحتلال عن المياه الفلسطينية، عندها فقط يمكن أن تتحقق مصلحة الشعب الفلسطيني وكذلك الشعب الإسرائيلي في السلام الذي رأى فيه أوباما انه مصلحة أميركية أيضا.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required