مفتاح
2024 . الخميس 28 ، آذار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ذكرت كتلة القائمة الموحدة والعربية للتغيير في الكنيست الإسرائيلي أنها قررت طرح اقتراح نزع الثقة عن حكومة بنيامين نتنياهو، وذلك لتصاعد عنصرية وزرائها، وبسبب استمرار إشغال اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان لمنصب وزير خارجيتها.

وسيتطرق رئيس الكتلة د.أحمد الطيبي الذي سيتقدم بهذا الاقتراح، إلى تنامي ظواهر وتعابير العنصرية ومعاداة العرب في صفوف وزراء إسرائيل، وخاصة تصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي اهارونوبتش الذي وصف العرب بأنهم "قذرون"، وكذلك تصريحات وزير الإسكان الإسرائيلي اطياي بأن السكان العرب "يشكلون تهديدا على اليهود ويجب عدم إسكانهم بجانب اليهود".

هذا التحرك يأتي بعد أن أصبحت العنصرية التي يتفاخر بها وزراء حكومة نتنياهو فاقعة اللون، ويشتم منها رائحة التمييز بل وحتى فاشية التفكير المسيطرة عليها، لدرجة أنها وصلت إلى أنوف ساسة دول العالم، وهو ما حذا بالرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي إلى وصف ليبرمان بأنه شبيه الفاشي الفرنسي 'لو بين' مطالبا نتنياهو بطرده من الحكومة، بل وذكرت مصادر إعلامية أن سيد الاليزيه طلب من نتنياهو إقالة ليبرمان واستبداله بزعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني.

فالحملة العنصرية التي تسعرت ضد الفلسطينيين داخل إسرائيل، والذين قانونيا يعتبرون مواطنين في دولة إسرائيل، قادها اليمين المتطرف الإسرائيلي بوزرائه، والذين حاولوا منذ تشكيل حكومة تل أبيب الحالية سن وإقرار سلسلة من القوانين العنصرية، بدءا من ما يسمى بمشروع قانون الولاء للدولة وليس انتهاء بمشروع قانون منع إحياء ذكرى نكبة فلسطين، وهي قوانين وان فشلت هذه القوى العنصري في إقرارها، إلا أنها توحي بمدى تفشي العنصري في أوساط القيادة الإسرائيلية.

وعلى الصعيد الداخلي أيضا فان حكومة نتنياهو التي اظهر استطلاع للرأي انه بعد 100 يوم من تشكيلها أن الإسرائيليين يعتبرون أداءها "يكاد يكون كافيا"، وجهت إلى رئيسها الانتقادات منذ الأول من نيسان/ ابريل الماضي، بسبب الأداء الفاشل في قضية الميزانية، والخلافات مع الإدارة الأميركية، وتعيين وزيري الخارجية والمالية.

إن الفشل النوعي الذي اتسمت به فترة حكم نتنياهو حتى الآن تجلى في الصعد الداخلية والخارجية، فإلى جانب فشله في تشكيل ائتلاف واسع يتفق على رؤية واحدة، ولجوئه إلى أحزاب يمينية متطرفة تشاركه الرأي والتوجهات العنصرية، اخفق نتنياهو في الحفاظ على زخم العلاقات الأميركية الإسرائيلية، التي كانت إبان حكم جورج بوش، وذلك بفعل تصميم نتنياهو على مواقف تسعى إلى عدم إنهاء الاحتلال بل إطالته، حيث تجلى ذلك في فشله في إخفاء الخلاف العلني مع الإدارة الأميركية الجديدة حول المستوطنات.

إن نتنياهو الذي لا يمكن أن يتغير فكره وتوجهاته رغم ما يدعيه من حوله، أمامه خيارات داخلية وخارجية لا بد وان يتخذها منعا لانهيار حكومته، فعلي الصعيد الداخلي إن كان يسعى إلى استمرار حكومته فعليه التخلص من غلاة اليمين المتطرف الذين يتحالف معهم، ونبذ العنصرية التي باتت توجها من توجهات حكومته، فعاجلا أم آجلا سيصل هو أو من سيخلفه من رؤساء حكومات إسرائيل إلى قناعة بان الفلسطينيين داخل إسرائيل سيبقون يناضلون حتى تحقيق حقوقهم، ولن يرحلوا عن ارض أجدادهم مهما حاول عنصريو حكومة نتنياهو سن قوانين وتشريعات عنصرية تستهدفهم.

وعلى الصعيد الخارجي، فان على نتنياهو الذي يدعي رغبته في السلام مع العرب والفلسطينيين، أن ينصاع للإرادة الأميركية والأوروبية أولا فيما يخص بواقف الاستيطان، بما فيه ما يدعى كذبا "النمو الطبيعي"، والبدء بتنفيذ التزامات إسرائيل الواردة في خارطة الطريق، بعد أن أوفى الفلسطينيون جل ما عليهم من التزامات.

كما عليه أن يشرع في وضع حد للاحتلال وصولا إلى تطبيق الرؤية الدولية في حل الدولتين، وما يشمل ذلك من تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وهي الرؤية التي قالت إدارة أوباما أنها ترى فيها مصلحة لأمنها القومي، وترى فيها أوروبا أساسا للاستقرار الإقليمي والدولي، ويرى العرب فيها شرطا لإقامة سلام مع إسرائيل، وبغير ذلك يبقى استمرار حكومة نتنياهو في ظل الضغط المحلي والدولي محل شك وانهيارها يصبح مسألة وقت.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required