مفتاح
2024 . الأحد 19 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

كنعان كنعان هو خريج من دائرة الإعلام في جامعة النجاح الوطنية، ويسكن مخيم بلاطة للاجئين شمال نابلس، حصل على الثانوية العامة داخل معتقل مجدو عام 2004، ما أثر على اختياره الصحافة والإعلام للدراسة الجامعية. شارك كنعان في مهرجان الأفلام الوثائقية السنوي في جامعة النجاح الوطنية ضمن مشروع "النوع الاجتماعي، السلام والأمن" التي تنفذه "مفتاح" بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان"UNFPA" استجابةً لقرار مجلس الأمن 1325 للعام 2000.

البرنامج يستهدف طلبة الإعلام في جامعة النجاح للعام الرابع على التوالي، ويهدف لدعم إنتاج وتوزيع الأفلام ذات العلاقة بقضايا السكان، وإثارة النقاش حولها، وذلك إيماناً من "مفتاح" بدور الإعلام المرئي في طرح بعض القضايا الاجتماعية وتشجيع التغيير المجتمعي، سيما في القضايا المتعلقة بالنوع الاجتماعي.

كنعان عبّر لمفتاح عن أهمية مشاركته في هذا المشروع بالكلمات التالية:

قبل أيام أنهيت آخر أيامي الجامعية، وما أفكر فيه الآن هو الانطلاق بشكل أوسع نحو هذا المجال. أدركت الآن أن صناعة الأفلام تلائم شخصيتي وطموحي، وأنا لا أسعى للشهرة أو المردود المادي من هذه الصناعة الفنية بل مهمتي أن أركز من خلال الكاميرا على كثير من الأمور العالقة والكشف عنها، ذلك لأنني صحفي قبل أي شيء، ويكفيني تقديرا أنني استطعت جعل القصص والقضايا المغيبة عن وسائل الإعلام حية أمام جمهور من الأفراد والمؤسسات ممن حضر المهرجان.

اكتسبت مهارات عملية وأكاديمية عالية من خلال دراستي الجامعية ومشاركتي في المشروع ضمن مساق الاتصال السكاني الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع مؤسسة مفتاح، حيث كان لمشاركاتي الفاعلة في هذا المشروع دور في اكتشافي حبي لامتهان صناعة الأفلام الوثائقية، حيث لم تكن هذه أول مرة أشارك في مهرجان الأفلام الوثائقية.

فبعد انتسابي للجامعة، كنت أتابع كل ما يتعلق الصحافة حين سمعت عن مهرجان للأفلام الوثائقية تعرض فيه أفلام ينتجها الطلبة ضمن مساق الاتصال السكاني بالتعاون مع مؤسسة مفتاح، وشاركت فيه أول مرة عام 2007. حينها، قدمت فلما عن رجل ضرير يعتاش من بيع الصحف، وشجعتني المشاركة للبحث عن قصص تحمل معاني إنسانية ولكنها مغيبة عن الإعلام، وخلال البحث سمعت عن أشخاص ما يزالون يسكنون الكهوف. وكانت تلك هي الحكاية التي اخترتها لمشاركتي في المشروع للعام الثاني.

أثناء تصوير الفيلم زرت أشخاصا يعيشون في منطقة نائية تسمى خربة طوبة جنوبي مدينة يطا في محافظة الخليل. في البداية، لم أدر عما أتحدث وماذا أوثق عبر عدسة الكاميرا، رأيت سكانا بلا ماء أو كهرباء أو طرق، لكنّي استطعت تصوير صمودهم على هذه الأرض عوضا عن تركها للمستوطنين، وكانت القصة التي شاركتني بها زميلتاي تحرير صوافطة، وسارة شلبي تروي مقطعا من حياة أطفال خربة طوبة ومعاناتهم مع المستوطنين. صورت كيف يرافق جنود الاحتلال الإسرائيلي رغما عنهم أطفال الخربة وقت ذهابهم للمدرسة التي تبعد 3 كيلومترات أو عودتهم منها.

وبعد حصول الفلم على المرتبة الأولى، انطلقت للسعي وراء ما يعزز قدرتي على تحسين صناعة الأفلام بشكل أفضل، فشاركت في دورة إعداد مخرجين مع المخرجة الفلسطينية وفاء جميل وكذلك استفدت من المخرجين الذين كانت "مفتاح" تكلّفهم بالإشراف على صناعة أفلامنا، بالإضافة لمشاركتي في دورة أفلام وثائقية في جامعة بيرزيت مع المخرج رياض دعيس.

توالت مشاركاتي في مشروع" النوع الاجتماعي، السلام والأمن" إذ كنت أقدم العون لكل من يطلب المساعدة من زملائي سواء بالتصوير او المونتاج وحتى الإخراج والنصح. فبرغم محدودية الإمكانيات نوعا ما في قسم الصحافة إلا أن هناك نسبة لا بأس بها لديها الإرادة والرغبة في تحسين أدائها في هذا المجال، بالنسبة لي فحين أشاهد عمل أي شخص أخر أضع بعض الملاحظات وأقوم بنصحه فيما يتعلق بالفكرة مثلا أو بترتيب مجريات القصة أو الحوار، وزوايا التصوير أيضا، ولعل ملاحظاتي هذه نابعة من كثرة مشاهدتي للأفلام على محطات التلفزة والتعليق على ما تحمله من رسائل وكيف تصوغها بطرق مشوقة.

في عام 2009 وضمن المشروع ذاته، كتبت سيناريو فلم "ذاكرة" وأشرفت مع زملائي على عملية المونتاج والإخراج، وحاز على المرتبة الأولى في المهرجان.

أما في العام الماضي 2010، تمكنت من المشاركة في المشروع عبر 5 أفلام من أصل 10 افلام مشاركة، وهي: "جيش وعرب، و"زقاق"، و"كان عنا بحر" و"حضور غياب" و"هبة فون". وحازت 3 أفلام منها على المراتب الثلاث الأولى.

أحد الأفلام التي شاركت بها، حصلت على جائزتي عنه قبل أن أكمل تصويره، وهو فلم "حضور غياب" الذي يتحدث عن الطلبة المتسربين من المدارس، فأنس أحد طلبة الثانوية المتسربين، تغيب عن المدرسة بعد مصادقة رفقة متسربة لمدة فاقت 90 يوما رغم انه من الطلبة المتفوقين بمعدل "95"، لكن بعد حديثي معه وجدت انه لديه الرغبة في العودة لسابق عهده ولكن خوفه من رفض إدارة المدرسة له كان العائق. بعد حديثي مع المرشد التربوي والإدارة استطعت المساعدة في منح أنس حياة علمية جديدة على مقاعد الدراسة، وعاد لسابق اجتهاده ولديه حلم بإكمال دراسته الجامعية. من هنا، أرى أهمية صناعة الأفلام وخاصة تلك التي تحكي قصصا إنسانية، لأننا عبرها نستطيع أن نساعد في تغيير ما يزعجنا أو يؤرقنا ولو بشكل بسيط، وهذه تكون جائزتنا وتتويج عملنا.

وهنا لا بد لي من الإشارة للدور الذي تقوم به مؤسسة "مفتاح" من متابعة حثيثة لإنجاح مشروع الاتصال السكاني السنوي "مهرجان الأفلام الوثائقية"، فهذا ما ساعدني في اختيار طريقي في محيط العمل الصحفي، واستمرارية المشروع بشكل دوري شجعتني على ذلك أكثر. أما بالنسبة لفئة الشباب بشكل عام فعن زملائي أقول إن "مفتاح" تحتضن أفكارهم من ولادتها وتسهم في إنشائها عن طريق المخرجين الذين تكلّفهم بالإشراف على أفلامهم، وأتمنى أن تستمر هذه العطاءات لا سيما أنني المس الاهتمام فيما يقدمه الطلبة من قبل المؤسسة، بعكس مؤسسات أخرى تبالغ في طلب المؤهلات وسنين الخبرات دون أي مساهمة منها في تطوير وضع الخريجين ومنحهم الفرص. ما أقوله لتلك المؤسسات بشكل عام والإعلامية المعنية بفئة الشباب خاصة، هناك شبان وشابات لديهم كثير من الطاقات والاقتراحات التي إذا ما وجدت أرضاً خصبة فإنها ستثمر حتما، فكونوا الحضن الذي تنمو فيه أفكارهم.

وأشكر "مفتاح" على دعمها لنا من خلال هذا المشروع، وأتمنى للمؤسسة الاستمرار في الدور الذي تؤديه، واقترح زيادة عدد الأفلام المشاركة خلال المهرجان كل عام.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required