مفتاح
2024 . الأحد 19 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في إطار سعيها لتفعيل دور المرأة وتمكينها في المجالات المختلفة، تنفذ المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية - مفتاح، برنامج "الحماية والمساواة من منظور النوع الاجتماعي" وهو أحد المشاريع المميزة التي تعمل فيها "مفتاح" على تعزيز مؤسسات المجتمع المحلي لتكون أداة فاعلة في عملية الضغط والتأثير على صانعي القرار لتغيير بعض القوانين والتشريعات ذات العلاقة بالعنف المبني على النوع الاجتماعي.

و يهدف البرنامج الذي يتم تنفيذه في الدورة البرامجية الرابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA 2011-2013 إلى تعزيز المساواة من منظور النوع الاجتماعي من خلال تطوير التشريعات والسياسات ونظام الحماية والتمكين في أوقات الطوارئ وما بعدها، ولتحقيق ذلك تعمل "مفتاح على تطوير وتوسيع عملية بناء الائتلافات وتزويدها بالمعلومات والأدوات التي تمكنهم من العمل ضمن مجموعات ضاغطة قادرة على تفعيل القرارين الأممين 1325 و1889، وغيرها من الأهداف.

نجاة أرميلية من قرية عين الديوك في منطقة أريحا، شاركت مع مفتاح ضمن برنامج "الحماية والمساواة من منظور النوع الاجتماعي"، عن مشاركتها ومبادرتها ضمن البرنامج وغيره، كان لمفتاح معها هذا اللقاء.

مفتاح: هلا عرفتينا بنفسك؟ أعطيتينا نبذة عن قرية الديوك؟

نجاة: نجاة إرميلية. رئيسة جمعية الديوك التعاونية الزراعية. وقرية الديوك تقع شمال غرب أريحا وتبعد عن مدينة أريحا حوالي 5 كيلومتر. سكانها في معظمهم يعتمدون على الزراعة بالإضافة إلى أيادي عاملة خارج القرية في إطار الزراعة. ولها مجلس محلي وأنا عضو فيه. كما أنني رئيسة الجمعية التعاونية الزراعية في القرية، هذه الجمعية متعددة الأهداف وهي بالأخص زراعية ولكن عندنا روضة أطفال في هذا المبنى والمسمى على اسم الجمعية والتي أُقيمت بتمويل من "جايكا". نقوم هنا بالتدريبات ونعمل على قطاع الزراعة وتوزيع الأغنام وتوزيع النحل وتوزيع سلة غذائية. أنشأنا أيضاً محلاً للمواد التموينية للسيدات الذي يعود للجمعية، واستمر لمدة أربع سنوات. هذه الجمعية تختص بشكل أساسي بالسيدات، فكانت جمعية مشتركة ما بين رجال ونساء. وفي القرية كذلك جمعية تنمية نساء الديوك والنويعمة الخيرية والتي أخذنا ترخيصها في 5/9/2011 وأنا رئيستها أيضاً. كما يوجد بالديوك نادي شباب رياضي وفيها أيضاً ثلاثة ينابيع. ويوجد بها عائلتين كبيرتين حاليا وهما "إرميلية" العائلة الأكبر و"العساكرة" العائلة الأصغر.

مفتاح: لقد شاركت مع "مفتاح" في تدريب وورشة عمل. ما السبب الذي دفعك للمشاركة؟

نجاة: وُجهت لنا دعوة من مؤسسة "مفتاح" للمشاركة في تفعيل قرار 1325. دعونا في أول لقاء على محافظة الخليل للتعرف وتبادل الخبرات مع مؤسسات ائتلاف قرار 1325 وشاركنا كمؤسسات مجتمعية من محافظة أريحا والأغوار. دعونا للقاء مماثل إلى محافظة نابلس . ثم عقدت "مفتاح" لنا دورة في مركز التدريب في محافظة أريحا لمدة ثلاثة أيام حول كيفية إطلاق مبادرة مجتمعية وأن نعمل كمؤسسات مستهدفة النساء لتفعيل قرار 1325 و1889. وقمنا بورشة عمل مطولة في مقر المؤسسة في رام الله من أجل تدريب مدربات لتفعيل القرار. وكان على كل مؤسسة أن تقدم مبادرة أو أنشطة وتحضر لها وتعمل عليها لتقوم بعد ذلك مفتاح بدعمها.

مفتاح: ما هي مبادرتك؟

نجاة: كانت مبادرتي عقد مخيم صيفي نسوي وهو جاء تلبية لرغبة النساء وينسجم أيضاً مع البند رقم 5 من نموذج التخطيط للمبادرة الذي أعدته "مفتاح" والذي ينص على "احتضان مبادرات إبداعية غير تقليدية وبالتالي تحقيق أهداف مباشرة وليس مجرد عمل أنشطة ترفيهية وعابرة". فكثيراً ما ندعو النساء لورشات عمل وتدريبات ولكن معظمها تقليدية. لذا أردنا أن نطلق شيئاً جديداً للنساء ومنها المخيمات الصيفية التي اعتاد الجميع بأنها للشباب والأطفال فحسب. ولذا كانت هذه المرة الأولى التي ننظم بها مخيم صيفي نسوي.

مفتاح: كم استمر المخيم؟ وهل كان هناك حاجة لمثل هذا المخيم؟ نجاة: استمر لمدة 8 أيام، من تاريخ 5/9/2011 وحتى 12/9/2011، وبالطبع كان هناك حاجة لمثل هذا المخيم فنحن أردنا أن تتعرف المرأة على هذا القرار وأن تدرك ما هي أهميته. فتعرض النساء للتدريبات فقط يصبح مملاً في مرحلة معينة، لكن عندما ندخل الجوانب الترفيهية وتفريغ المواهب عندهن والقيام بزيارات للينابيع أو الأماكن الأثرية في القرية. هذه الأنشطة ترسخ في ذاكرة المرأة. وكنا يومياً في كل نشاط وفي كل عمل ندّخل القرار وسُبل تفعيله من أجل أن تعزيز القرار لديهن. والحمد لله كلنا رضا عن المخيم وعن كيفية تعريفنا بهذا القرار للنساء.

مفتاح: ما هي النشاطات التي قمتم بها في هذا المخيم؟

نجاة: النشاطات كانت مبنية على برنامج يشابه برامج المخيمات الصيفية العادية. في أول يوم كان تعريف للنساء. كنا نقوم معهن بالرياضة الصباحية. بدأنا منذ البداية في إعطائهن محاضرات للتعريف بالقرار من أجل توضيح هدف وتوجه هذا المخيم الصيفي النسوي. وجدنا ترحيب كبير منهن بالقرار وكانت ردة فعلهن "إننا سمعنا بقرارات أخرى وبحقوق المرأة" ولكنهن كن سعيدات جداً بوجود مثل هذا القرار الذي يخصّهن بالدرجة الأولى ويحميهن كنساء.

مفتاح: هل تفاعلت السيدات مع ما قدمه هذا المخيم؟

نجاة: بالطبع. كان من المفروض أن يضم هذا المخيم 50 سيدة ولكننا عندما أحصينا العدد كان عندنا 56 سيدة أرادت المشاركة. ولكن للأسف لم نستطع أن نضم أكثر من 50 مشاركة وذلك نظراً لأن برنامج المخيم سيمول مشاركة 50 سيدة فقط. ولكننا وعدناهن بأنه في المراحل القادمة سنحاول أن نوفر مشاركة أوسع، وهذا العدد دليل على إقبال النساء على المخيم وتفاعلهن مع موضوعه.

مفتاح: هل يعني هذا أنكم ستستكملون هذا البرنامج أو أن تنطلقوا منه لبرنامج أخر؟

نجاة: لحد الآن لم نناقش مع مؤسسة "مفتاح" إمكانية عمل أي برامج جديدة، لأن مثل هذه البرامج تكلّف الكثير وتحتاج للتمويل، وبصفتنا مؤسسات صغيرة، فنحن لا نستطيع أن نوفر دعم مالي يغطي مثلاً الضيافة، وأجرة القاعة، والمدربين. فبالتعاون مع مؤسسة "مفتاح" وصندوق الأمم المتحدة للسكان والأشخاص الذين دعمونا والذين نوجه لهم جزيل الشكر ونقدر جهودهم؛ نأمل بأن نقوم ونتعاون في مبادرة أخرى.

مفتاح: ما الذي استفادته السيدات من هذا المخيم؟

نجاة: أكبر استفادة للسيدة أن تعرف أين حقها، وأن هناك قرار يحميها، وأن القرار لا يعطيها فقط حق معين بل يعطيها حقوق كبيرة وكثيرة في الوطن. عدا عن ذلك، القرار مصدق من مجلس الأمن وتم العمل عليه من قبل الكثير من نساء العالم حتى الإسرائيليون في دولة الاحتلال عملوا عليه. كل جهة أخذته من الجانب الذي أرادته، فلماذا نحن كنساء فلسطينيات لا نعمل عليه بالمثل، وبالتالي سعدت النساء المشاركات بهذا القرار.

بالإضافة لذلك، قمنا بالتطرق لقرارات أخرى انطلاقاً من هذا القرار، ومنها يتناول دور المرأة الاجتماعي، فمثلاً إن عجزت السيدة عن إحداث التغيير في زوجها، فهي باستطاعتها التغيير في أولادها مستقبلاً كتعريف الأولاد أين دورهم في البيت وبالتالي كيفية مساندة زوجاتهم لاحقاً. فكانت هذه مبادرة جميلة وكان عليها إقبالاً رائعاً.

مفتاح: ما هو دور مفتاح في هذه المبادرة التي أطلقتيها؟

نجاة: "مفتاح" دعمتنا بتمويل المبادرة، وبالتدريب (تدريبي أنا). فبدون "مفتاح" لا أعتقد أننا كنا قادرين على القيام بالمبادرة أو حتى فكرة تفعيل قرار 1325. "فمفتاح" هي التي أعطتنا المفتاح للمبادرة. فلهم جزيل الشكر وبالأخص منسقة المشروع نجوى ياغي التي تعاونت معنا منذ البداية وساعدتنا.

مفتاح: كيف أثر هذا المخيم على المركز الذي تديرينه؟

نجاة: من خلال المبادرة أصبحت الجمعية معروفة أكثر بين الناس، حيث ساعدت في استقطاب نساء من غير عضوات الجمعية، فكان هناك استقطاب واسع للنساء من الثلاثة قرى – النويعمة والديوك التحتا والديوك الفوقا – حيث لاقت المبادرة إقبال كبير وترحيب من السيدات، وكانت هناك توصيات أيضاً بعمل مخيمات صيفية أخرى من هذا القبيل.

مفتاح: هل أثر القرار 1325 على شخصيتك أنت؟

نجاة: طبعاً. عندما ترين أن هناك قرار يحميك ويقوي من شخصيتك، تعرفين ما واجباتك وحقوقك، فتعرفين كيف تطالبين بها. ومن خلال الاندماج في المجتمعات واللقاءات المجتمعية والدورات التي جمعت بين محافظة أريحا والأغوار مع السيدات؛ كنا نتبادل خبراتنا وصار بيننا تواصل أكثر – نحن السيدات اللواتي قدمنا مبادرات – وتواصلنا مع بعضنا وتبادلنا الخبرات عن مبادراتنا، وما حصل بها. فأصبح هناك شيء من التواصل المؤسساتي في محافظة أريحا والأغوار بناءً على مبادرة وتفعيل القرار 1325.

مفتاح: كيف أثر التدريب الذي تلقيته مع "مفتاح" عليك؟ ونحو تفعيل القرار، كيف انعكس ذلك على التدريب؟

نجاة: أنا كنت قد شاركت في تدريبات سابقة وتدربت عليه على مدار 3 سنوات تقريباً. و تميزت تدريبات مفتاح بالمدربين وبالمواد التدريبية الجيدة، والمدربة ميسون القواسمي مدربة رائعة وسهلت علينا التدريب بحيث أنها أمدتنا بقوة الشخصية.

شعرت أنها تتكلم بصوتنا جمعياً من خلال أسلوبها الجميل. فعملنا على القرار. ومن خلال التدريبات علمنا أيضاً على موضوع توثيق الاعتداءات الإسرائيلية وعرضنا أفلام من خلال مؤسسة "مفتاح"، حيث كنا نعرض فيلم معين يومياً يصور معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الاسرائيلي، ومعاناة الفلسطينيين على الحواجز وبسبب الجدار. فلاحظنا تأثر السيدات بهذه الأفلام التي تصور مثلاً سيدة تعاني على الحاجز الإسرائيلي، فتعلمن السيدات المشاركات أنه في حال حصل يوماً انتهاكاً لأي سيدة، أن تخرج هاتفها النقال وتصور هذا الانتهاك الذي يحصل لها أو أمامها.

هذه كانت فكرة جديدة وربما لم تدركها السيدات من قبل في هذه القرية. ومن هنا زرعنا عندهن أنه أينما كنتن إن حصل انتهاك ما لكن أو لغيركن؛ يجب أن تصوري، وأحضريه لنا ونحن بإمكاننا أن نرسل هذه الصورة ونوصّلها للمجتمعات العالمية من أجل أن نريهم حجم الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

مفتاح: ما هي العقبات التي واجهتك في هذا المخيم وقبل تنفيذه؟

نجاة: المشاكل التي تواجهنا دوماً هي مالية. وعدا ذلك فلم نواجه الكثير من العوائق. استمتعنا بالتجربة ومررناها ولم نقف عند عائق معين وكان هناك بدائل للكثير من الأمور. والحمد لله مرت المبادرة على خير، وطالما أنه يوجد روح تعاون ومشاركة مجتمعية ونساء متعاونات وإصرار لتحقيق الهدف لنتغلب على كل العوائق.

مفتاح: كيف تقيمين نشاط "مفتاح" بين المؤسسات التي تستهدف النساء؟

نجاة: ما يعجبني في مؤسسة "مفتاح" هو الثقة. لقد قمنا بهذا المخيم الصيفي النسوي وأنا جداً سعيدة بثقتهم بنا. فلقد استقبلوا منا المبادرة وموّلوها لنا. وهناك تواصل دائم مع منسقة المشروع السيدة نجوى وتعاون واستعداد دائم لتقديم العون والمساعدة، وإذا احتجت لأي شيء فأقوم بسؤالها. "فمفتاح" مميزة في عملها وهي مؤسسة رائعة ونادرة.

مفتاح: هل تشعرين بأن مشاركتك مع "مفتاح" فتحت أمامك آفاق جديدة؟

نجاة: نحن نطمح للأمام بأن تدعمنا "مفتاح" بمبادرات أخرى، ونتمنى بأن نشارك في مشاريع "مفتاح" مستقبلاً. ونأمل أن نتعاون معها في تدريبات ومشاريع أخرى في المستقبل، وأن يكون هناك استفادة وشراكة وتعاون بين "مفتاح" وبيننا في جمعية الديوك التعاونية.

مفتاح: هل عندك أي إضافة أو توصيات؟

نجاة: كان هناك توصيات من النساء لعمل مثل هذا المخيم ومشاركة أكبر عدد ممكن من النساء. وأيضاً العمل على دورات وورش عمل في نفس المواضيع لأن هناك نساء لم تصلهم الفكرة بعد. وكان هناك إصرار من النساء للعمل على إيجاد فرص عمل أو مشاريع مدرة للدخل للنساء لحل مشكلة البطالة، والمساعدة في قيادة الأسرة. وأود أن أشكر مؤسسة "مفتاح" على تعاونها معنا، وجميع العاملين في مؤسسة "مفتاح".

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required