مفتاح
2024 . الأحد 19 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ضمن فعاليات الحملة العالمية لمناهضة العنف، ارتأت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، تسليط الضوء على معاناة الساكنين في مناطق (ج) وخاصة النساء منهم، وذلك من خلال لقاء عرضت فيه أفلاماً وثائقية حول انتهاكات حقوق الإنسان ضمن القرار الأممي 1325، في رام الله في شهر كانون الثاني، ومن خلال مشروع "الحماية والمساواة من منظور النوع الاجتماعي"، وبالتعاون والتنسيق مع صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA.

وقد تم خلال اللقاء مشاهدة ومناقشة الفيلمين الوثائقيين "امرأة تتحدى الاحتلال في مدينة الخليل" و"لو أخذوه"، اللذين يوثقان جانباً من الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في الأرض الفلسطينية المحتلة. وبحضور النساء اللواتي وثقّ الفلمان معاناتهن في مناطق التماس مع المستوطنين، إلى جانب أعضاء من المجلس التشريعي، وممثلين من مختلف الوزارات، وبعض من ممثلي هيئات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى أعضاء الائتلاف الوطني لتطبيق القرار ألأُممي 1325 في فلسطين.

وفي فيلم "امرأة تتحدى الاحتلال في مدينة الخليل"، الذي أنتجته جمعية التنمية الأسرية بالتعاقد مع يوسف شاهين، وضمن المبادرات التي دعمتها "مفتاح" من خلال المشروع المذكور آنفاً، اتضحت معاناة السيدة جميلة شلالدة "أم عبد الرحمن" والتي تسكن في قلب شارع الشهداء المحاط بالمستوطنين، والذي رصد حياتها اليومية في ظل الاعتداءات والإهانات غير المنقطعة من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال لحملها على ترك منزلها الذي يمثل شوكة في حلقهم على حد تعبيرها، وقالت شلالدة: "أتعرض للذل والضرب يومياً، لأنني صامدة وأرفض الرحيل، ورغم ذلك لم يتقدم أي مسؤول أو جهة رسمية لدعمي وتأييدي وشد أزري ولو معنوياً، وأن ما عرضه الفيلم ليس سوى جزءاً بسيطاً من حياة الذل والرعب التي أعيشها".

أما السيدة أم أيمن وهي الأم ل 5 أولاد و4 بنات، من قرية بورين قضاء نابلس، والتي تسكن في الأراضي المقابلة مباشرة لمستوطنة "هزاريت". ونقل قصتها فيلم "لو أخذوه" وهو إنتاج مؤسسة شاشات لسينما المرأة للمخرجة ليالي الكيلاني، فتقول مؤكدة: "لو قلعوا شجرة سأزرع عشرة شجرات بدلاً منها، ولن أمل أبداً ولن أرحل من منزلي عملاً بوصية حماي، لأني لو رحلت سيستولي الاحتلال على كل الأراضي المحيطة، وأنا بصمودي أحمي كل المنطقة المقابلة للمستوطنة من المصادرة".

وبدموع القهر والحزن روت أم أيمن قصة معاناتها اليومية في مواجهة المستوطنين الذين لم يكفوا يوما ًعن ممارسة عدوانهم وعربدتهم المتمثلة في حرق أشجار الزيتون ورمي الزجاجات الحارقة على منزلها، وإذاعة الرعب والهلع اليومي لها ولأبنائها، تقول أم أيمن: "لقد أُصيب زوجي بجلطة ومات قهراً عندما رأى منزلنا تلتهمه النيران".

تتشارك القصتان في عرض نموذج مثالي للمرأة الفلسطينية الأسطورة، رمز الكفاح والمقاومة والثبات، فهي ثابتة في أرضها كثبات شجر الزيتون الذي تدافع عنه وتحميه بدمها وبحياتها فهي حامية الديار وهي التي تضع حياتها وحياة أبنائها على المحك في كل يوم، وتزرع هذا الفكر في أبنائها وأبناء أبنائها، لكنها في ذات الوقت تفتقر لأدنى مقومات الصمود المعنوية والمادية.

لقد بادرت مفتاح بتسليط الضوء على هذه الفئة المهمشة من المجتمع الفلسطيني وهم الساكنين في المناطق المصنفة (ج)، للبحث مع الجهات المختصة في مصيرهم خاصة بعد رفع التمثيل الفلسطيني في الأمم المتحدة لدولة بصفة مراقب، ونقلت معاناتهم للجهات المسؤولة والكرة الآن في ملعب هؤلاء من أجل تحمل مسؤولياتهم تجاه توفير سبل الصمود للمواطنين هناك وخاصة النساء اللواتي يسكنّ في نقاط التماس مع المستوطنين وجيش الاحتلال، والعمل على تحويل المساعدات إلى برامج وسياسات في قالب وإطار منظم وممنهج.

فخلال اللقاء المنعقد أكد ممثل وزارة الصحة السيد طريف عاشور وقوف وزارة الصحة إلى جانبهما، وأبدى استعداده لزيارة منزلهما، وتقديم أي مساعدة طبية خاصة للسيدة أم عبد الرحمن التي تعاني من ضيق في التنفس، كما أشار إلى إمكانية إرسال مشرفين نفسيين إليهما كل على حدة، كما اقترح قيام وزارة التربية والتعليم بتنظيم زيارات مدرسية إلى هناك.

من جهته أشار د.محمد أبو حميد- وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية إلى ضرورة وجود موقف رسمي وسياسة واضحة لمواجهة الاستيطان، مطالباً بتخصيص دعم لها من مختلف الجهات معتبراً أنها حالات نضالية وليست اجتماعية فحسب.

إن "مفتاح" تتابع الآن مع الجهات المسؤولة، ومع كل من أبدى استعداده للمساعدة أجل الإيفاء بوعودهم التي التزموا بها.

جدير بالذكر أن "مفتاح" كانت قد بدأت العمل على مشروع "الحماية والمساواة من منظور النوع الاجتماعي" منذ العام 2007، فيما كانت أهم الانجازات على القرار الأُممي 1325 القاضي بحماية النساء في مناطق النزاع حتى الآن، توطين القرار من خلال إصدار كتيب قرار 1325 والمرأة الفلسطينية، وتشكيل الائتلافات في المحافظات (أريحا والأغوار، نابلس، الخليل)، لتفعيل القرار، وبناء قدرات المؤسسات أعضاء الائتلافات بهدف نشر الوعي والتدريب على القرار، وإصدار دليل تدريبي خاص به، ودعم الحملات الإعلامية التي استهدفت المجتمع المحلي بالمحافظات، وصناع القرار. ودعم مؤتمر الائتلاف الوطني لتفعيل القرار الأُممي في فلسطين، ودعم مبادرات الائتلاف في عملية التوعية والتثقيف به، والتنسيق العالي مع مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان OHCHR لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان ضمن القرار ألأُممي 1325.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required