مفتاح
2024 . الأحد 19 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لم تكن "أم السعد"، كما تحب أن تعرف نفسها، تظن أنها في يوم الأيام ستكون جزءا ًمن عملية توثيق للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لحقوق الإنسان في بلدتها العوجا بالقرب من أريحا في الضفة الغربية، فقد جاء اليوم الذي لن يمر أي اعتداء إسرائيلي دون أن يكون مسجلاً ليتم فضح ممارسات الاحتلال وتعرية سياسته العدوانية تجاه كل ما هو فلسطيني في تلك المنطقة، "عملية التوثيق هذه تخرجنا من صمتنا بل ومن عجزنا إزاء العبث الإسرائيلي بالأرض والممتلكات الفلسطينية" هكذا تؤكد أم السعد.

خولة حسن المعروفة ب"أم السعد"، هي أم ل6 أبناء، وتسكن العوجا، التي يصل عدد سكانها إلى حوالي ال5 آلاف نسمة، منذ 23 عاماً، وهي أحد المؤسسين لجمعية العوجا التعاونية للتنمية الريفية، تلقت مع مؤسسة "مفتاح" ومن خلال مشروع "الحماية والمساواة من منظور النوع الاجتماعي" الممول من صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA عدة تدريبات حول توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، ومنها التدريب المركّز والذي تم تنفيذه بالتنسيق مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما بادرت من خلال (جمعية العوجا التعاونية للتنمية الريفية) لمناقشة موضوع توثيق انتهاكات حقوق الإنسان ضمن القرار الأُممي 1325 الخاص بحماية النساء في أماكن الصراع، والتي كانت تتطلب مستوى عال من التنسيق حيث تم دعوة مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية OCHA لمنطقة العوجا، الأمر الذي سلط الضوء على موضوع التوثيق وعمل الجمعية التعاونية، وأكسب أم السعد الدعم المعنوي، والثقة من مجتمعها، الذي لم يتوقع أن تكون قادرة على خوض هذه التجربة، وشكك في استجابة المؤسسات التي نسقت معها، لكنها أثبتت للجميع أنها على قدر المسؤولية والتحدي.

"أم السعد" وهي عضو مؤسس لجمعية العوجا التعاونية للتنمية الريفية، أشارت إلى أنها نسقت إلى اللقاء التوعوي آنف الذكر بحضور 50 مشارك ومشاركة، وتواصلت شخصيا ً مع السيد حامد القواسمي من مكتب المفوض السامي، بتشجيع من "مفتاح" وبدعم من ائتلاف أريحا والأغوار للقرار الأممي 1325، وأشارت أم السعد إلى أهمية اللقاء لأن الكثيرين لم يكونوا على دارية بماهية هذا التوثيق وكذلك أهميته، أو حتى مدى تأثيره على مستوى كشف جرائم الاحتلال للعالم من خلال توثيقها بالوسائل المتاحة.

وتشير أم السعد إلى أن عملية التوثيق للانتهاكات الإسرائيلية بدأت منذ شهر تشرين ثاني الماضي في العام 2012، وأنها مستمرة منذ ذلك الحين، ففي كل مرة تقوم قوات الاحتلال بمصادرة أراضي أو هدم منازل، أو الإقدام على أي انتهاك بحق السكان ليس فقط في منطقة العوجا، بل في المناطق المجاورة أيضاً، تسارع أم السعد لتوثيق هذا الانتهاك بنفسها، حتى وإن تعذر وصولها إلى الأماكن البعيدةـ فهي ترسل أحد أبنائها لأنها تدرك أهمية هذه الوسيلة، فهي تقول: "لقد أصبح لدي القدرة وحتى الجرأة لتوثيق أي انتهاك، وهذا أمر لم يكن موجود في السابق، حتى أن الأهالي كانوا يخشون في البداية من الموضوع، إلا أنهم الآن يعتبرونني عنواناً لذلك ويحاولون التواصل معي مباشرة في حال حدوث أي انتهاك من أجل توثيقه، كما باتوا يلجئون إلي في مختلف الأمور العالقة، بما يشعرني بالفخر والاعتزاز لخدمة أهل بلدي".

وتوضح أم السعد أن عملية التوثيق هذه تتم من خلال نموذج استمارة شكوى لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد تم توثيق مجموعة من الانتهاكات من بينها: هدم قوات الاحتلال الإسرائيلي 9 محال تجارية قيد الإنشاء على المدخل الشمالي لبلدة العوجا، وتسميم 72 خروف لأحد المزارعين من قرية فصايل وذلك نتيجة لتناولها الخبز المسموم من قبل المستوطنين، واعتقال محمد ياسر أحد سكان العوجا، وهو قادم من الأردن ودون أي تهمة وهو معتقل حتى الآن.

وترى أم السعد أن منطقة الأغوار مهمشة وخاصة العوجا، وبحاجة لكثير من الرعاية والاهتمام خاصة في مجال الزراعة، وهي تدعو السلطة الفلسطينية والمؤسسات الرسمية والأهلية لتكثيف جهودها من أجل دعم المنطقة، في ظل الاستهداف الإسرائيلي الذي يصادر أراضيها طمعا في مياهها، حيث أنها غنية بالعيون والآبار الجوفية، وذلك لصالح المستعمرات الثلاث المحيطة بالعوجا، ناهيك عن الاعتداءات المتواصلة التي تحدث على شارع 90.

وتبين أم السعد أن عملية التوثيق تتطلب الكثير من الجهد والوقت والجهد والدعم المادي، بالإضافة إلى نقص الأدوات التقنية التي تساهم في تسجيل الانتهاك بالصوت والصورة، فهناك الكثير من الانتهاكات التي تحدث وبحاجة لتوثيق، لذا فهي تطالب المؤسسات الحقوقية والرسمية وغيرها بالمساهمة في تغطية هذا الموضوع لما له من أهمية في سبيل فضح جرائم الاحتلال ومستوطنيه.

وأخيرا ً أشارت أم السعد إلى دور "مفتاح" في توعية أهالي منطقة العوجا، وخاصة النساء في هذا السياق، وثمنت دورها في أن مكنتها ومن خلال التدريب لتكون جزءا ًمن عملية توثيق الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم في منطقة الأغوار، كوسيلة نضالية تؤكد على الحقوق الفلسطينية العادلة، موضحة أنها تجربة جديدة ومميزة، وأنه وبواسطة ما حصلت عليه من تدريب وتقوية من خلال "مفتاح" اتسعت دائرة تواصلها وتشبيكها مع المؤسسات المختلفة، وفتح لها ذلك آفاقاً للتطور والتقدم.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required