مفتاح
2024 . الأحد 19 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

رام الله – تقرير إخباري – قصة نجاح أخرى تحققها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، عبر منسقاتها الميدانيات في مختلف محافظات الضفة الغربية.

قصة النجاح هذه لا تتعلق بفرد، عملت معه "مفتاح" على مدى شهور من التدريب والتوعية، بقدر ما تعلقت بقصة نجاح لمجلس قروي كان لنساء "مفتاح" من أبناء تلك قرية مراح رباح بمحافظة بيت لحم، حضور لافت ومهم في التدريب الذي قدم لهن من خلال برنامج دعم المرأة في الانتخابات المنفذ من قبل المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية.

منسقات "مفتاح" الميدانيات: رشا موسى في محافظة بيت لحم، ميسون القواسمى، في محافظة الخليل، ونجاة ارميلية من محافظة أريحا والأغوار ، يحسب لهن هذا النجاح، وما حققته عضوات المجلس البلدي في قرية مراح رباح من قرى بيت لحم من قصة نجاح عبر مجلسها القروي الذي لم يبخل رئيسه وأعضاء مجلسه الآخرين من الرجال من تقديم الدعم لعضوتين في المجلس تحدثتا عن تجربتهما مع "مفتاح" ، وما قدمته لهما من توعية وتدريب في إدارة المجلس المحلي والمشاركة في صنع القرار.

كان اللقاء في مجلس قروي مراح رباح إلى الجنوب الشرقي من بيت لحم مناسبة مهمة لأعضاء مجالس قروية وبلدية آخرين، من بيت أمر بمحافظة الخليل ، حيث انتدب المجلس البلدي في بيت أمر عضوين منه هما: سميحة اقطيط، وماهر طومار، ومن مجلس قروي النويعمة والديوك انتدب كل من: نجاة ارميلية، وهي عضو سابق في المجلس لمدة نحو سبع سنوات، ومن المنسقات الميدانيات ل"مفتاح"، إلى جانب عدد من أعضاء المجلس، عرف من بينهم: محمد عوض، وحازم ارميلية.

أما الهدف من اللقاء، فكان التعرف على تجربة مجلس قروي مراح رباح، وهي تجربة تشكل قصة نجاح لافت لهذه القرية النائية في ريف بيت لحم الشرقي، ما كانت لتحدث أو تتحقق لولا مصداقية أعضاء المجلس الذي يدير شؤون القرية برئيس امتدت ولايته في رئاسة المجلس لسنوات طويلة، هو ابراهيم الشيخ، مدير مدرسة متقاعد، وأعضاء آخرين من بينهم منال وشريفة الشيخ ، أما عامل النجاح الآخر الذي يحسب لهذا المجلس فهو الانتماء الصادق والمواطنة الحقيقية لسكان القرية الذين لا يزيد عددهم عن ألف وسبعمائة نسمة، جعلوا قريتهم نموذجا يحتذى لقرى وبلدات وحتى مدن أخرى في محافظات الضفة لم تحقق ما حققته هذه القرية الفلسطينية النائية من إنجازات.

هذا ما تولد من انطباع لدى منسقات "مفتاح" رشا، وميسون، ونجاة اللواتي رأين في الزيارة التبادلية لمراح رباح مناسبة لتستفيد منها مجالس أخرى لبت الدعوة، واستمعت باهتمام لحديث رئيس المجلس ابراهيم الشيخ (أبو يوسف)، وهو يروي تجربة النهوض في القرية اعتمادا على الموارد الذاتية لسكانها شيبا وشبابا نساء وأطفالا، وحتى أجنة في أرحام أمهاتهن، كما قال رئيس المجلس، وكما أكدته أيضا كل من منال وشريفة عضوا المجلس، وقد رووا بالتفصيل كيف تمكنت قريتهم من شراء أرض لبناء مقر لمجلس محلي بإسهامات أبناء القرية جميعا، وكيف حصلوا على قطعة أرض لاحقا ليبنوا عليها قاعة ومركزا نسويا متعدد الأغراض تبرع بها فاعل خير كان بداية تبرعه للأرض لبناء مسجد، وحين كان الهدف حاجة القرية لقاعة ومركز متعدد الأغراض يخدم أبناء لقرية، وافق على طلب المجلس الذي وافق هو الآخر بدوره، على أن يكون المسجد في الطابق الثاني من المبنى وبالتالي تحقق له ما أراد.

بداية، لم يكن الوصول إلى مراح رباح سهلا، وهي قرية يحدها ويجاورها قرى وبلدات أخرى مثل: بيت فجار، أم سلمونة، المعصرة، المنشية، وتقوع.. لكن بلوغها والوصول إليها عبر شبكة متعددة من الطرق حدث أخيرا، وكان بامكان المرء أن يلمس وداعة هذه القرية، ونظافة شوارعها، والهدوء الذي يخيم عليها، وطيبة مواطنيها.

في لقاء الزيارة التبادلية الذي عقد في قاعة المركز النسوي متعدد الأغراض، تحدثت رشا موسى المنسقة الميدانية ل"مفتاح" عن الأسباب التي جعلتها تختار مراح رباح لعرض تجربة هذا المجلس القروي على نظرائه من مجالس أخرى لتستفيد من قصة نجاحه، وما حققه من إنجازات. تقول رشا" قبل نحو شهرين، عقدت لقاء هنا في القرية، فذهلت من حجم ما تحقق فيها من بناء عمراني، ومن طرق نظيفة، والأهم من كل هذا حجم التعاون بين المجلس وأهالي القرية والتفاهم حول مجلسهم، وانتمائهم لقريتهم ووطنهم الصغير مراح رباح. لهذا رغبنا في "مفتاح" أن ننقل هذه التجربة إلى مجالس أخرى، خاصة أننا قدمنا الكثير من الدعم لعضوات المجلس، ولعضوات آخريات في مجالس أخرى".

كان الجميع مهتم لسماع ما قاله ابراهيم الشيخ رئيس المجلس وهو يروي حكاية النهوض بقريته، وبدا الاهتمام أكثر على وجوه أعضاء المجالس الضيوف من بيت أمر والنويعمة والديوك، لما تعانيه مجالسهم وما تواجهه من تحديات داخلية تتعلق بعلاقة مجالسهم مع مواطني قراهم وبلداتهم، وكيف يمكنهم أن ينتقلوا بهذه العلاقة إلى الشراكة والاحساس بالمسؤولية، والمصداقية وصدق الانتماء كما عليه الحال في مراح رباح.

عرض أبو يوسف تجربة قريته، والتي وصفها بأنها مريرة، حيث انصب التفكير بداية على إيجاد أرض لبناء مدرسة للقرية، ثم توفير التمويل اللازم لذلك. يضيف" في ذات ليلة اجتمعنا في مسجد القرية وأطلعنا الأهالي على ما نفكر فيه، ولم يترددوا في التبرع والمساهمة ليخرج هذا المشروع واقعا على الأرض. فرضنا على كل فرد من أبناء القرية مساهمة مقدارها عشرون دينارا .. حتى الأجنة في أرحام أمهاتهم كانت لهم مساهمة في التبرع، وعلى هذا النحو تمكنا لاحقا من شراء مزيد من الأراضي والحصول على جزء منها تبرعا من قبل مواطني القرية، وبنينا مدرسة للبنات وحصلنا على دعم بلجيكي لهذا المشروع، وسعينا لبناء مركز نسوي متعدد الأغراض وقد تحقق لنا ذلك بجهود عظيمة كان للكل إسهاماته سواء بالتبرع، أو من خلال علاقاته مع أصحاب القرار. بنينا المركز الذي يشتمل على قاعة للاجتماعات والمناسبات، وعيادة صحية، وغرفة لرياضة السيدات. كان رأسمالنا الأكبر هو مواطننا ومسارعته للتطوع والتبرع ليس بماله فقط بل بجهده الخاص".

لم تكن المؤسسات وحدها شاغل هم القرية ومواطنيها، كانت هناك مشكلة المياه وانقطاعها المستمر على القرية بواقع 3-4 أيام في الأسبوع بسبب ضعف خط التوصيل. يقول أبو يوسف " في تلك الفترة مررنا بتجربة مريرة، قبل أن نتمكن من الحصول على خط إضافي عملنا على إنشائه على مدى ليلتين كاملتين من العمل المتواصل بمشاركة جميع أبناء القرية. وكان سبق ذلك جولة من الاعتصامات أمام سلطة المياه في رام الله، وأمام وزارة الحكم المحلي، ولم نوقفها إلا بعد أن حصلنا على الموافقة بإنشاء هذا الخط".

كان ابو يوسف يتحث بإسهاب، وفي أحيان تتم مقاطعته بالسؤال والاستفسار من قبل أعضاء المجالس القروية الضيوف من بيت أمر والنويعمة والضيوف، يريدون الاستزادة في المعرفة، لينقلوا التجربة إلى مجالسهم.

منال وشريفة عضوا المجلس كان لهما رأي وقول فيما تحدث فيه أبو يوسف رئيس المجلس، فقد شاركتا في الآونة الأخيرة في تحمل جزء كبير من المسؤولية مع باقي أعضاء المجلس، ولم يكن وجودهما شكليا، بل فاعل ومؤثر وذلك بفضل ما قدمته لهما "مفتاح" من دعم، وتواصل رشا موسى معهما في التوعية والتدريب.

عن وجودهما في المجلس تحدثت شريفة ومنال عن البدايات، التي لم تكن سهلة في مجتمع بالكاد يتقبل وجود النساء في موقع صنع القرار حتى على مستوى مجلس قروي كما قالتا، لكن بعد ذلك حدث التقبل، وباتت نساء أخريات أكثر حافزية على المشاركة وتحمل المسؤولية، وهو أمر لا يعارضه رئيس المجلس القروي أبو يوسف الذي تولى رئاسة المجلس لفترة طويلة ممتدة منذ العام 1996 ولغاية الآن، وهذه الولاية الطويلة كانت مثارا للنقاش بين الحضور، ومساءلة أبو يوسف عن إمكانية أن يتيح للشباب في مراح رباح فرصة القيادة أيضا، وهو ما لم يعارضه، بل رحب بذلك، في حين تدخل مشاركون في اللقاء من أبناء القرية لتأكيد ثقتهم برئيس مجلسهم وقناعتهم بمصداقيته وبأنه أهل للمسؤولية، كما قال الدكتور خالد الشيخ . في حين أشار آخرون إلى كل من عضوي المجلس منال وشريفة، باعتبارهما من فئة الشباب اللتين تقودان المجلس جنبا إلى جنب مع رئيسه وتشاركان في صنع القرار وليس الاكتفاء بالحضور الشكلي للجلسات، أو اقتصار دورهما على المشاركة في ورشات العمل خارج القرية. تقول شريفة:" لقد تحقق ذلك لنا من خلال ما حققناه من فائدة في التدريب الذي وفرته لنا "مفتاح، حيث عززت قدراتنا وثقتنا بصنع القرار. وفي الغالب تتخذ القرارات داخل المجلس بالتوافق الكبير في الرأي بين الأعضاء جميعا".

حديث عضوات المجلس من مراح رباح، لفت ماهر طومار من مجلس بلدي بيت أمر، الذي عبر عن تقديره لتجربة المجلس القروي في مراح رباح، في حين أن دور المرأة في المجالس البلدية لا زال محدودا، ومع محدودية هذا الدور تتحدد المسؤوليات.

تحدث طومار عن مشكلة الكوتا النسائية في البلديات، وشكر "مفتاح" على ما تقوم به من دور في مجال التوعية والتدريب ودعم النساء في الانتخابات وصولا للمجالس البلدية، مشيرا إلى وجود عضوتين في مجلس بلدية بيت أمر من بينهما سميحة اقطيط التي شاركت في اللقاء، وأبدت هي الأخرى إعجابها بما رواه أبو يوسف عن تجربة مراح رباح، وحثت زميلها في المجلس ماهر طومار على الاستفادة من تجربة مراح رباح في شراء أرض لبناء مجلس محلي في بلدتها.

في مقابل ذلك طرحت رشا موسى منسقة "مفتاح" الميدانية في بيت لحم التحديات التي تواجه المجالس القروية في منطقة الأغوار خاصة في النويعمة والديوك وفصايل فيما يتعلق بالبنية التحتية في هذا المناطق، ومدى مشاركة النساء في صناعة القرار في المجالس المحلية في هذه المناطق، قبل أن يتدخل أحد أعضاء مجلس قروي النويعمة الذي أكد أن لا مشكلة لدى أعضاء المجلس في مشاركة المرأة بالانتخابات، كما لم تسجل أي معارضة لوجودهن في تلك المجالس.

عضو آخر في مجلس النويعمة، أشاد بتجربة مراح رباح، وبعضو المجلس السابقة نجاة ارميلية التي حققت على مدى سبع سنوات من عملها في المجلس الكثير من الانجازات لصالح قريتها ولصالح النساء فيها، وهو ما عجز عنه كثير من زملائها الرجال.

لفت حديث عضو مجلس النويعمة عن ما حققته زميلتها نجاة ارميلية، المنسقة الميدانية ل"مفتاح" في الخليل ميسون القواسمي، والتي لم تخف أيضا إعجابها وتقديرها بتجربة مراح رباح، التي اعتبرتها تجربة يحتذى بها لمجالس بلدية في مدن وبلدات كبرى تعاني الكثير من المشكلات والتحديات ولا تحاول الاستفادة من علاقاتها مع مواطنيها وتطوير هذه العلاقات.

بينما شرحت ارميلية بإسهاب تجربتها حين كانت عضو في مجلس قروي النويعمة، ونجاحها من خلال عملها في "مفتاح" في إنشاء العديد من الجمعيات والمؤسسات التعاونية والخيرية، كان آخرها مشروع لتربية الأغنام يتوقع أن تستفيد منه 108 عائلات.

كان اللقاء في مجمله مثمر، بشهادة جميع من حضر، وتمكنت منسقات "مفتاح" في ختامه من تسجيل نقطة أخرى لصالح النساء بعد أن أبدى أعضاء المجالس المحلية من الرجال دعمهم لرفع نسبة الكوتا النسائية، وتمكين المرأة من المشاركة الفاعلة والحقيقة في صنع القرار.

رشا موسى منسقة "مفتاح" في محافظة بيت لحم، سجلت انطباعها النهائي من اللقاء، فقالت" في رأيي حققنا من خلال هذه الزيارة ما كنا نصبو اليه على مدى فترة عملنا في مشروع دعم الانتخابات وهو تبادل الخبرات بين المجالس المحلية والبلديات وتعزيز دور ومشاركة المرأة العضو في هذه المجالس والبلديات، وانا فخورة جدا بالعضوات اللواتي عملت معهن طوال فترة المشروع لأنني الان ارى في كل واحدة منهن قوة وثقة بالنفس وإرادة وتصميم على النجاح والوصول الى مراكز صنع القرار بدون خوف او تردد، ومثال ذلك قرية مراح رباح الصغيرة النائية والتي يوجد بها عضوتين كل واحدة منهن اصبحت قادرة على ان تكون قيادية وكان لمفتاح دور هام في هذا الموضوع .

إذن، هي قصة نجاح ل"مفتاح" أيضا، ولقرية نائية لا يزيد عدد سكانها عن 1700 نسمة. تعني مراح رباح الأرض الواسعة والمريحة، ويعود تاريخ تأسيسها إلى العام 1850 ميلادية. أما أصول سكانها فتعود إلى بلدة بيت فجار وعرب التعامرة.

ووفق التعداد الذي نفذه الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني في العام 2007، فإن عدد السكان في تلك الفترة بلغ 1320 نسمة، منهم 690 ذكور، و630 إناث، فيما بلغ عدد الأسر 169، أما عدد الوحدات السكنية فوصل إلى 177 وحدة.

وفيما يتعلق بتوزيع الفئات العمرية لسكان القرية لذات الفترة، فقد كان على النحو التالي: 50,2% أقل من 15 عاما، 46,6% من 15 إلى 64 عاما، و 1,7% 65 عاما فما فوق. في حين تصل نسبة الذكور في القرية إلى 52,2%، والاناث 47,8%.

أما العائلات التي تتشكل منها مراح رباح، فهي: الشيخ، الفقيه، نواورة، ثوابته، وأبو شقرة.

بلغت نسبة الأمية في القرية حتى العام 2007، ما نسبته 4,4%، وتشكل الإناث 55,6% من المتعلمين. و16,3% يستطعن القراءة والكتابة، و39,9% أنهين دراستهن الابتدائية، و27,2% أنهين الدراسة الاعدادية، و12,7% أنهين الثانوية العامة، و3,9% أنهين الدراسات العليا.

تعتبر الصناعة النشاط الاقتصادي الأهم في القرية، حيث تستوعب 46% من القوى العاملة، و31% في الزراعة، و15% في التجارة، و8% في قطاع الموظفين.

أما ابرز المؤسسات في القرية، إضافة إلى مجلسها القروي، فهناك جمعية سيدات مراح رباح، وجمعة مراح رباح الزراعية، ونادي مراح رباح الرياضي، فيما جاري العمل في هذه المرحلة على بناء متنزه.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required