مفتاح
2024 . السبت 27 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

رام الله – أوصت دراسة أعدها معهد العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد" لصالح المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" بعنوان "توجهات الرأي العام الفلسطيني حول المشاركة السياسية للنساء في الجهود الرامية لتحقيق السلم الأهلي" بضرورة إنشاء آلية وطنية واسعة لتنظيم ومأسسة مشاركة النساء من أجل الدفع باتجاه المصالحة والسلم الأهلي، بحيث تكون المشاركة ضمن جهود برامجية ووطنية موحدة وفاعلة تشمل مشاركة اتحادات ومؤسسات وأحزاب ذات اهتمام مشترك، وتقود في الوقت ذاته، إلى إعداد نساء يتبوأن مناصب ويتحملن مسؤوليات أكبر في المجالات السياسية الكبيرة كالمفاوضات وتحقيق السلام ارتباطا بالقضية الفلسطينية، وبالتنسيق مع فريق المفاوضات ليشكلن جزءا من هذا الفريق، والأجسام الأخرى ذات العلاقة.

جاء ذلك في ضوء اللقاء الذي عقدته مؤسسته "مفتاح" بالتعاون مع "أوراد" خلال جلسة عرض ومناقشة لنتائج الدراسة التي أعدت ضمن مشروع "إعلاء صوت النساء في منطقة الشرق الأوسط"، ومن خلال سعيها إلى ضمان وصول مكونات المجتمع المدني بما فيها الحركة النسوية والشابة للتأثير في النظام السياسي، والمنفذ بالشراكة مع جميعه الثقافة والفكر الحر في قطاع غزة وبتمويل من أوكسفام.

وفي استعراضه وتعليقه لأهم النتائج قال د. سعيد مدير رئيس معهد العالم العربي للبحوث والتنمية - أوراد، أنه "لا يمكن الفصل بين الدراسة والواقع العام، كما لا يمكننا فصل النساء عن الوضع الحالي فليست النساء كلهن طبقة او ذات طبيعة واحدة، وإنما فإن النساء مختلفات ومتباينات في الاهتمامات والتطلعات والآراء". وأضاف: "في هذه الدراسة حاولنا فهم توجهات النساء السياسية والاجتماعية والعديد من التوجهات ذات العلاقة في هذا السياق وما يرتبط بالسلم الاهلي، حيث تبين لنا عدم وجود خلاف في دور النساء في تماسك الأسرة والمجتمع، أما في موضوع مساهمة النساء في القرار السياسي، فالنسب تتناقص كلما صعدنا في سلم الاولويات والمسؤوليات الكبرى التي يسود اعتقاد بأن الرجال هم الأكثر قدرة على القيام بها مقارنة مع النساء، وكذلك فان النتائج تظهر فجوة في النوع الاجتماعي، وأن النساء اكثر ايمانا بالمساواة في كل المجالات بينما تقل هذه النسب في أوساط الرجال".

وأشار د. سعيد إلى النتائج، فقال إن النتائج تبين وجود اعتراف عام بدور النساء في الحياة الاجتماعية والأسرية وحتى العامة، ولكن الاعتراف يصبح أقل في مجالات المشاركة السياسية، وتتسع الفجوة في مجالات تحقيق المصالحة والسلام والحرب، وكذلك عندما يتعلق الأمر بمواقع صنع القرار التي تتضمن درجة عالية من الولاية والقدرة على اتخاذ القرارات، كما تبين أن مستويات التفاعل بقضايا المشاركة السياسية والوطنية هي الأكثر في قطاع غزة مقارنة مع الضفة.

في حين، أكد المشاركون في اللقاء على أهمية الدراسة، وبأنها تعبر عن أراء المواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة، مطالبين بضرورة نشر نتائج هذه الدراسة عبر وسائل الاعلام وتعميمها على المؤسسات ذات العلاقة وخصوصا مؤسسات المجتمع المدني والأهلي ومؤسسات حقوق الانسان.

وشددوا على أهمية التفهم لوجود فجوة في النوع الاجتماعي فيما يتعلق مشاركة المرأة في تحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، على اعتبار أن المواطنين قد أقصوا النساء من دورهن في تحقيق المصالحة واعادة الاعمار والمفاوضات. مطالبين بضرورة تغيير خطاب مؤسسات المجتمع المدني والمحلي في سبيل الوصول إلى مشاركة مجتمعية وسياسية أوسع في أوساط النساء والرجال وخصوصا في محافظة القدس.

وخلص المشاركون في جلسة النقاش إلى مجموعة من التوصيات التي يمكن تحقيقها، ومن أبرزها: تعزيز القناعة السائدة بدور النساء في مجالات الحياة المختلفة من خلال إظهار نماذج إيجابية وناجحة لنساء ومؤسسات نسوية تقوم بدور فاعل في هذه المجالات. وتعزيز التغطية والظهور الإعلامي للنشاطات النسوية في مجالات تحقيق السلم الأهلي والمصالحة والسلام بشكل عام. وتصميم برنامج تدريب وتمكين لنساء ناشطات ومهتمات، وخصوصا بين الشابات والطالبات، للتعريف بأفضل الممارسات ولتعزيز المهارات في تحقيق السلم الأهلي والمصالحة.

وشددوا على أهمية تدريب كادر شبابي، من الذكور والإناث، للقيام بحملات توعوية في مجالات حل النزاعات والسلم الأهلي، واستخدام الاعلام الحديث والتقليدي، للتعريف بأهم القوانين والمواثيق الدولية التي تحمي حقوق المواطنين عامة والنساء خاصة أثناء النزاعات والحروب.

واقترح المشاركون إعداد برنامج تلفزيوني أو/و إذاعي منتظم يعالج قضايا الحقوق أثناء الصراعات والحروب وأهمية عقد سلسلة من اجتماعات المساءلة للأحزاب والمؤسسات الحكومية للدفع باتجاه مشاركة أكبر للنساء في مواقع صنع القرار فيها. ودفع المؤسسات والنقابات والاتحادات والمجالس المحلية والاتفاق معها على آليات واضحة لتضمين مشاركة فعالة للنساء في النقاشات والاجتماعات حول القضايا السياسية والسياساتية في المجتمعات المحلية وذات الطابع الوطني أيضا.

يذكر أن الدراسة أظهرت العديد من الاستنتاجات التي تحتاج للمتابعة في المستقبل، ومن أهمها؛ اكتظاظ أجندة الفلسطينيين بالعديد من التحديات الداخلية والخارجية ومنها التحديات الاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية والسياسية. كما أن تزايد العنف والقتل الإسرائيلي خلال الفترة الأخيرة (ارتباطا بالهبة الفلسطينية التي بدأت مع شهر أكتوبر/تشرين أول 2015) يجعل الحديث بمسائل متعلقة بحل النزاعات سلميا مسألة أصعب ومحفوفة بالشك والغموض.

أما فيما يتعلق بدور النساء فقد بينت الدراسة ارتباطها بالسياق العام، وبالتالي، فإنه في ظل فشل الرجال "صناع القرار" في تحقيق مصالحة وطنية أو سلام منجز وناجز، فإنه من غير المتوقع الحصول على تقييمات مرتفعة لدور النساء بهذا الصدد.

كما تؤكد الدراسة أن المؤسسات المجتمعية والأهلية هي الأكثر اهتماما بإشراك النساء، وهي الأقرب للناس، والأكثر اهتماما بإشراك المواطنين عامة، والنساء خاصة. أما الأحزاب بالسياسية، فقد أصحب تأخذ دورا ثانويا في هذا المجال. فيما تظهر النتائج محدودية معدلات المشاركة بشكلها الأدنى (أي في لقاءات ذات طابع سياسي)، وقد اتضح أن أقل من 13% من الرجال و5% من النساء قد شاركوا فعلا بمثل هذه اللقاءات. أما من حيث الاعتقاد بالقدرة على التأثير على عملية صنع القرار، فجاء تقييمه كدافع منخفض ويأتي ذلك في ظل غياب المؤسسة التشريعية وانقسام وضعف المؤسسة الحكومية.

وأظهرت الدراسة العديد من المعيقات ذات العلاقة بصنع القرار حيث تظهر النتائج اعتقادا سائدا بغياب أو ضعف القدرة على التأثير على الواقع وعلى عملية صنع القرار، وهي مؤشرات على درجة من الإحباط تتعلق بطبيعة الواقع السياسي وجدوى المشاركة بحد ذاتها، كما أن ضعف الوعي بالحقوق القانونية والإنسانية سواء تلك في القوانين المحلية أو الدولية يشكل معيقا آخر.

ولفتت النتائج الى أن دور المؤسسة الرسمية لم يتفوق على دور المؤسسات الإرثية في حل المشكلات والنزاعات، حيث أن التصريح باللجوء للمؤسسة القانونية جاء منخفضا بالمقارنة مع التصريح باللجوء للمؤسسات العائلية والعشائرية. في حين أن الظروف السياسية وطبيعة وضع المؤسسات الحكومية في قطاع غزة تؤدي إلى ارتفاع نسبي في الحالة العائلية/العشائرية وأخذ القانون باليد بالمقارنة مع الضفة الغربية.

 
 
الانجليزية...
 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required