تقديم:
هذا هو التقرير الثاني الذي تصدره "مفتاح" - المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية ، حول نمط التغطية الإعلامية للصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي بالتعاون مع "قيشف" - مركز حماية الديمقراطية في إسرائيل، وذلك بهدف المساهمة في تطوير إعلام مهني ، يتمتع بالجرأة في نشر ثقافة التسامح، والاعتدال، والتفاهم بين الشعبين من خلال عمليات الرصد والبحث والحث، ومحاولة التأثير على الإعلام والمشرعين، دون المساس بحرية الإعلام والحق في التعبير.
في تقريرنا الأول الصادر في آذار العام 2005 تعرضنا للإعلام الفلسطيني بشكل موسع: البيئة التي تحكمه، مكوناته ومحددات عمله، واستعرضنا أيضا منهجية عملنا وتعريفاتنا لموضوعات التحريض وعدم الانسنة ونفي الآخر ، إضافة إلى الأنواع الأخرى من التحيز وقلنا بأن هذا هو فهم "مفتاح" لها مع معرفتنا بوجود تعريفات أخرى قد نلتقي أو نختلف معها.
ولقد ركزنا في تقريرنا السابق بشكل أساسي على طريقة التغطية لخطة الانفصال أحادي الجانب من غزة وعلى خارطة الطريق، وعلى نمط التغطية لضحايا الصراع على طرفيه وركزنا تحديدا على ما يغفله الإعلام الفلسطيني، وخلصنا إلى جملة من التوصيات أهمهما أن ما وجدناه لا يكفي لنعت الإعلام الفلسطيني بالتحريض، لكننا وجدنا أيضا أنواعا أخرى من التحيز، أهمها انعدام الموضوعية لدى تغطية خارطة الطريق، وغياب النقد الصريح لبعض الممارسات التي تقوم بها بعض التنظيمات الفلسطينية المسلحة والمخالفة للقوانين الدولية، كما وجدنا أن البعد الإنساني مغيب في الصراع، وأن الضحايا يتم التعامل معهم بلغة الأرقام المجردة، وبطريقة لا تسمح بإعطاء الصراع بعدا إنسانيا والذي بدونه يصبح من الصعب التسريع بعملية بناء جسور الثقة التي تساعد على التوصل إلى حل عادل ودائم له بالاستناد إلى قرارات الشرعية الدولية.
وفي ختام التقرير أعدنا التذكير بتوصيات وحدة الرصد الإعلامي في تقريرها الصادر بشأن التغطية الإعلامية للانتخابات الرئاسية في كانون الثاني من العام 2005 ، والتي يشكل جوهرها تبني قانون إعلامي عصري يحرر الإعلام من سلطة وسطوة الدولة أو أية سلطات أخرى قد تعيقه عن تأدية رسالته بشكل حر وموضوعي.
لعل ما ميز تقريرنا الأول هو ذلك التكثيف في التركيز على الصحافة المكتوبة نظرا لقيامنا برصد الفضائية الفلسطينية في منتصف شهر كانون الأول 2004، وبالتالي لم تكن لدينا مادة كافية لإصدار تقرير أكثر تفصيلا بشأنها. في تقريرنا هذا نقوم بالتركيز على الفضائية مع عدم إغفالنا للصحافة المكتوبة أيضا.
