تقديم:
هذا هو التقرير الرابع الذي تصدره "مفتاح" - المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية ، حول نمط التغطية الإعلامية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي بالتعاون مع "كيشف" - مركز حماية الديمقراطية في إسرائيل، وذلك بهدف المساهمة في تطوير إعلام مهني، ناقد، وجريء، قادر على القيام بدور الرقيب على السلطة التنفيذية ومدافعا عن حق الجمهور بالوصول إلى المعلومات التي تمكنه من اتخاذ القرارات التي تخدم مصالحه، وفي نفس الوقت تبث فيه روح الاعتدال، والرغبة في التوصل إلى تفاهم بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ينهي الاحتلال وحالة العداء والصراع، وذلك من خلال عمليات الرصد والبحث والحث، ومحاولة التأثير على الإعلام والمشرعين، دون المساس بحرية الإعلام والحق في التعبير.
في تقريرنا السابق تعرضنا بشكل أساسي لنمط التغطية الإعلامية لخطة الانفصال الأحادي الجانب من غزة، وأوضحنا بأن الإعلام الفلسطيني كان أسيرا للرواية الرسمية التي لم يحاول اختراقها، وخرجنا بتوصيات أهمها أن الخروج من سقف الرواية الرسمية، يتطلب خروج الإعلام من دائرة نفوذ السلطة واستقلاله.
في هذا التقرير نتعرض للتغطية الإعلامية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي في الانتخابات الفلسطينية التشريعية وخصوصا خلال الحملة الدعائية للكتل الانتخابية الممتدة ما بين 3/1/2006 و 23/1/2006، لما لهذه الفترة من أهمية خاصة، فقد سعت القوى الفلسطينية المختلفة إلى كسب الرأي العام الفلسطيني لبرامجها المختلفة، وفيها يمكن رصد قدرة الإعلام الفلسطيني في التأثير في الناخب الفلسطيني لحثه على إختيار الأفضل لمصالحه.
وقامت وحدة الرصد الإعلامي في "مفتاح" منذ بداية فترة الدعاية الانتخابية بتقسيم موضوعات الرصد كما هو مبين أدناه:
أولا: تغطية الإعلام الفلسطيني لموقف الكتل الانتخابية المختلفة من موضوع القدس: هل الموضوع مطروح من الكتل الانتخابية؟ وكيف تطرحه؟ ما هي العناوين التي يجري الحديث عنها بشأن القدس؟ مثلا دعم صمود سكان القدس، عزل القدس عن محيطها من خلال الجدار، طرق مواجهة ذلك، دعوة سكان القدس للمشاركة في الانتخابات، الاجتماعات والتظاهرات في القدس إن حدثت، برامج خاصة عن مشاركة سكان القدس في الانتخابات، هل هنالك إغفال لحقيقة أن حجم المشاركة الانتخابية في القدس محدودة، وما هي أسباب ذلك؟ وما هي سياسات الكتل الانتخابية إن وجدت لتفعيل هذه المشاركة وطريقة عرض ذلك ومساحته في الإعلام الفلسطيني؟
ثانيا: البرامج السياسية للكتل الانتخابية: كيف يعرض الإعلام برامج هذه الكتل، ما هي هذه البرامج، هل التركيز على الكفاح الشعبي، المسلح، نضال اللاعنف؟ هل تعرض خططاً سياسية لحل الصراع؟ وما هي هذه الخطط؟ هل يسعى الإعلام الفلسطيني لتوضيح الفوارق السياسية بين الكتل الانتخابية إن وجدت؟ وهل هنالك تحيز لجهة ما وما طبيعة هذا التحيز؟ هل التركيز أكثر من قبل الكتل الانتخابية على الملفات الفلسطينية الداخلية مثل الفساد والفوضى الأمنية أم على الصراع مع إسرائيل؟ هل تتحدث الكتل الانتخابية عن خارطة الطريق وكيف يعرض الإعلام هذه المسألة؟
ثالثا: "حماس" في الإعلام: "حماس" تشارك لأول مرة في الانتخابات التشريعية: كيف يعرض الإعلام برنامجها السياسي؟ كيف يعرض خطاب قادتها السياسي؟ هل هنالك عرض للتناقض بين المشاركة في الانتخابات وبين ما تقوله "حماس" من أنها رافضة لاتفاق أوسلو وما أفرزه من سلطات والتزامات - ألمشاركة على أرضية أوسلو- كيف تم إبراز ذلك؟
رابعا: المعتقلون السياسيون الفلسطينيون: كيف يعرض الإعلام عملية مشاركة المعتقلين في الانتخابات سواء من خلال وجودهم في القوائم الانتخابية، أو من خلال عدم إعطائهم الحق في التصويت؟ هل يوجد تركيز على ذلك في الإعلام ؟ هل القضية حاضرة أصلاً في الإعلام ؟ وكيف تقدم للجمهور؟
خامسا:الإغلاق الإسرائيلي للقدس والضفة الغربية وقطاع غزة وممارسات سلطات الاحتلال :كيف تعامل الإعلام مع إغلاق القدس في وجه المرشحين؟ وهل أبرز الإعلام أثر إغلاق الضفة الغربية وقطاع غزة أمام المرشحين أيضا ، وكيف تم التعامل مع منع سلطات الاحتلال للمرشحين من التحرك بحرية ، سواء من خلال الحواجز العسكرية الثابتة أو المتحركة أو المتنقلة، والمسماة " الطيارة" ؟هل ورد في الإعلام الفلسطيني تغطية لممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد المرشحين وضد القوائم وضد الناخبين؟ أي ضد أو بما يؤثر سلباً على العملية الانتخابية؟ وهنا لا بد من الإشارة إلى أن قسما كبيرا من هذا الجانب يتداخل مع بندي القدس وحماس ، ولهذا حرصنا على عدم التكرار مع أن قضية مثل ممارسات الاحتلال في القدس يمكن إدراجها ضمن بند القدس أو بند الإغلاق والممارسات التعسفية للاحتلال ضد العملية الانتخابية برمتها.
مؤتمر أنابوليس: هكذا غطت الصحف الفلسطينية الثلاث و
تاريخ النشر: 2008/10/6
بقلم مفتاح - وحدة الرصد الاعلامي
رام الله-خلص تقرير أصدرته وحدة الرصد الإعلامي في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" حول تغطية الصحف الفلسطينية الثلاث": القدس، والأيام، والحياة الجديدة، وتلفزيون فلسطين لمؤتمر أنابوليس الذي عقد في الولايات المتحدة الأميركية أواخر العام 2007، إلى تنوع مصادر المعلومات في تغطية وسائل الإعلام لهذا الحدث، ومتابعتها الإخبارية لفعالياته وأنشطته المختلفة، بحيث عكست تلك التغطية أجواء اللقاءات التي سبقت انعقاد المؤتمر.
واحتل الحراك السياسي الذي شهدته السلطة الفلسطينية وإسرائيل عشية التئام المؤتمر عناوين الصحف الثلاث ونشرات التلفزيون، خاصة زيارات الوفود الدولية ولقاءاتها بالمسئولين من الطرفين. وكذلك أنشطة حكومة تسيير الأعمال برئاسة د. سلام فياض خاصة في المجال الأمني وفرض سيادة القانون.
في حين حظيت استطلاعات الرأي حول ما هو متوقع من أنابوليس باهتمام الصحف الثلاث وأبرزت نتائجها في صدر صفحاتها وفي عناوين بارزة.
لكن هذه الصحف لم تبرز مواقف المعارضة الوطنية لهذا المؤتمر على صدر صفحاتها الأولى، وإن كانت هذه المواقف نشرت في الصفحات الداخلية، في حين تجاهلها "تلفزيون فلسطين". ومع ذلك رصدت الصحف الثلاث العديد من ردود الفعل الرسمية الإسرائيلية إزاء المؤتمر وركزت تحديداً على المواقف الداعمة له ، ولم تشر إلى مواقف أوساط أخرى معارضة مكتفية بنقل ما ورد من تصريحات وما صدر من مواقف بخصوص المؤتمر.
وأشار التقرير إلى أن جل تغطية الصحف الثلاث عشية المؤتمر وأثناء انعقاده ركزت على الجانب الإخباري واعتمدت في تقاريرها ومعلوماتها على ما كانت تبثه وكالات الأنباء العالمية ووكالة الأنباء الرسمية "وفا"، وقليل من التقارير استندت إلى مصادر رسمية فلسطينية، بينما انتقلت هذه المتابعة بعد ارفضاضه إلى التحليل والنقد.
ووفقا للتقرير فقد بدا المشهد الإعلامي كما ورد في الصحف بعد أقل من أسبوع على انفضاض أنابوليس حافلاً بالتقارير والأخبار المتعلقة بالاستيطان وتوسيع المستوطنات القائمة ووجد تعبيراً له في الخطاب الإعلامي والسياسي المتشائم.
بينما عكست الرسومات الكاريكاتيرية اهتماماً بفعاليات المؤتمر، وتفاعلت مع ما كان يحدث من لقاءات واتصالات سياسية، أو ما كان يحدث على الأرض من إجراءات وممارسات إسرائيلية.
وعبر رسامو الكاريكاتير عن الواقع السياسي سواء ما تعلق منه بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أو بالحالة الداخلية الفلسطيني.، في حين خصصت الصحف الثلاث مساحة لكتاب الرأي الفلسطينيين والإسرائيليين عالجت مقالاتهم قضايا سياسية شكلت صلب ما بحث في المؤتمر من مواضيع بحث، وشككت في معظمها بنتائجه.
أما فيما يتعلق بتلفزيون فلسطين فقد خصص جزءاً مهماً من برامجه الإخبارية والحوارية لتغطية فعاليات المؤتمر والتحضيرات التي واكبته، وتصدرت نشراته الإخبارية لقاءات الرئيس وتصريحات كبار مساعديه. ولم يشر "التلفزيون" في نشراته الإخبارية إلى المواقف الشعبية والفصائلية المعارضة للمؤتمر، خاصة المسيرات والتظاهرات المناوئة للمؤتمر وما تخللها من استخدام للقوة وإطلاق النار على المحتجين ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة العشرات. وتجاهل مواقف "حماس" و"الجهاد الإسلامي" المعارضة للمؤتمر.
وشهدت تغطية "التلفزيون" لهذا الحدث نقلة من حيث اعتماده على موفده إلى واشنطن لنقل فعاليات المؤتمر، وهو إجراء غير مسبوق في أداء "التلفزيون" الذي كان يعتمد في السابق في تغطية أحداث كهذه على وكالات الأنباء العالمية فقط، وقد عززت تغطية المراسل مصادر المعلومات التي قدمها لمشاهديه.
توصيات التقرير:
وأوصى التقرير بتعزيز التنوع في مصادر المعلومات، بالنظر إلى أهميته في تغطية إخبارية تزود القارئ والمشاهد بما يبحث عنه من معلومات في سياق حدث من الأهمية كما هو الحال بالنسبة لمؤتمر أنابوليس.
وعدم الاكتفاء بالتغطية الإخبارية المجردة، وضرورة إغنائها بالتحليل والقراءة النقدية ومتابعة التطورات التي تتخلل هذه الأحداث أو تتمخض عنها. عبر منح هامش واسع من حرية الرأي أعطته الصحف لكتاب الرأي، وللمواقف التي عكست تنوعاً سياسياً وفكرياً.
كما حث التقرير"تلفزيون فلسطين" على الانفتاح على الرأي الآخر وعدم تغييبه، باعتباره التلفزيون الوطني الرسمي لعموم الشعب وليس ناطقاً باسم فصيل بعينه. علماً بأن الانفتاح على الآخر يعزز موضوعية ومهنية هذه الوسيلة الإعلامية. وضرورة تعزيز مصادر المعلومات الخاصة لوسائل الإعلام المكتوبة والمرئية، وتوفير إمكانات التدريب اللازمة، وتوجيهها نحو رفع كفاءة مقدمي البرامج والمراسلين.
في حين دعا صحيفتي "الأيام" و"الحياة الجديدة" إلى استحداث زاوية تعكس مواقف الصحيفتين اليومية من التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما تفعل صحيفة القدس في زاوية "رأي القدس"، وهو ما تفتقده الصحيفتان في هذه المرحلة، وتستعيضان بدلاً من ذلك برأي رئيس التحرير في كل من الصحيفتين وفي الزاوية الخاصة بهما تعكس المواقف الشخصية لرئيس التحرير وليس مواقف يومية تتطلب رأي الصحيفة وموقفها.
' التغطية الإعلامية لزيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الآولى للمنطقة'
تاريخ النشر: 2008/5/12
بقلم مفتاح - وحدة الرصد الاعلامي
حظيت الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى منطقة الشرق الأوسط في التاسع من كانون الثاني 2008، ولقائه بالقادة الفلسطينيين والإسرائيليين بتغطية واسعة في الصحف الفلسطينية الثلاث: "القدس" و"الأيام" و"الحياة الجديدة"، وفي "تلفزيون فلسطين"، التلفزيون الرسمي للسلطة الوطنية.
فقد خصصت هذه الصحف صدر صفحاتها الأولى لتغطية فعاليات وبرنامج الزيارة الخاص بالرئيس الأمريكي جورج بوش في كل من فلسطين وإسرائيل، واستبقت ذلك بتغطية موسعة للقاء القمة الذي عقده الرئيس محمود عباس "أبو مازن" ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت عشية وصول بوش إلى المنطقة وأبرزت على وجه التحديد ما اتفق عليه الرئيسان من بدء ما سمي ب"مفاوضات جادة حول الوضع النهائي"، وتصدرت أنباء هذا اللقاء والنتائج التي تمخضت عنه العناوين الرئيسية للصحف الثلاث، وكذلك في "تلفزيون فلسطين" الذي خصص الجزء الأكبر من نشراته الإخبارية في ذلك اليوم للحديث عن اللقاء، تخلله نشر الصحف الثلاث صوراً تجمع وفدي الطرفين والرئيسان الفلسطيني والإسرائيلي وهما يتبادلان أطراف الحديث.
وعكست التغطية أجواءً من التفاؤل لزيارة بوش، ومحاولة إظهار أن تقدماً يحرزه الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في لقاءاتهما الدورية كما أظهرته عناوين تلك الصحف التي أجمعت على إبراز نتائج اللقاء.
