مفتاح
2024 . الأحد 19 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


تفصل ثلاثة كيلومترات بين بيت حانون ونير عام. تُمثل البلدتان عن جانبي الجدار المُحدق بغزة عالمين مختلفين. في نير عام 300 نسمة، وفي بيت حانون على مساحة غير أكبر بكثير، عدد النسمات أكبر بمائة ضِعف. الوضع متشابه من ناحية واحدة هي الاحساس باليأس.

في بيت حانون يفضي اليأس الى تسليم السكان تسليما بائسا لسيطرة المسلحين، الذين يقيمون بقرب بيوتهم منصات اطلاق صواريخ ويطلقون الصواريخ على نير عام. وهم يعلمون أنهم يصبحون بذلك هدفا لصواريخ رد الجيش الاسرائيلي، لكن من غير دمار الصواريخ وقتلها وضعهم يائس جدا فماذا يهم الأمر اذا.

في نير عام نتيجة اليأس مشابهة. فالكيبوتس الذي كان مرة عظيم الفخر بانجازاته، أخذ ينطوي على نفسه. توقع سكانه في الماضي أن تساعد الحكومة أما الآن فقد أصبح واضحا أنه لا جدوى من الكلمات. أصبحت صرخة السكان من اجل التحصين تنهدة صامتة صادرة عن التسليم، بائسة كتسليم يائسي بيت حانون.

من غير معطف نبوءة ايضا يعرفون في غربي النقب ما الذي سيأتي به المستقبل بالضبط لنا. في يوم ما، وليس بعيدا، سينحرف أحد الصواريخ المطلقة من بيت حانون عن مسار المعجزة الذي وجهه الى الآن، وسيصيب فصلا دراسيا وقت الدراسة أو محطة ركاب مليئة. آنذاك سيجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغر على عجل، وسيُجرب رئيس الاركان خطة مخزونة أُعدت لحالة انفجار الغضب وطلب شعبي بالانتقام وسيجتاز الجيش الاسرائيلي الجدار ويدخل بيت حانون. وفي مقابلة ذلك ستدخل قواتنا ايضا رفح وتسيطر على الطرق المُفضية الى غزة.

سيُبشر ناطق الجيش الاسرائيلي بأنه تم الكشف عن ورش حدادة لانتاج الصواريخ، وبأنه تم العثور على أنفاق وبأنه قد تم ضبط قيادات كبيرة من حماس في جباليا وخانيونس. وفي مؤتمر صحفي ستُعرض الاسلحة ومنصات اطلاق الصواريخ، وسنعلم أي كارثة مُنِعت في آخر لحظة.

وسيوجد قتلى ايضا من الجانبين. مقابل كل قتيل اسرائيلي عشرة فلسطينيين.

بعد انقضاء سفك الدم المتبادل، وعندما يتبين أن اطلاق الصواريخ مستمر وأن عدد المصابين من جنود الجيش الاسرائيلي في القطاع آخذ في الازدياد، سيعود الجيش الى الخط الاخضر.

في إثر انسحاب قواتنا سيسود هدوء مؤقت، سيتلاشى رويدا رويدا – ثم ستعود الصواريخ من بيت حانون ثم رد الجيش الاسرائيلي وهكذا دواليك. ما كان هو ما سيكون لكن القتل عبثا لن يعود.

أصبح اطلاقنا للنار انتقاما من اطلاقهم مطاردة متبادلة مسحورة، تتحرك في دائرة يعلم الجميع أن لا غاية لها. لكن الجميع ايضا وقعوا في شرك الديناميكية التي تتطلب ردا شديدا وانتقاما.

القيادة الوطنية، في الجانبين، موجودة بعيدا عن الحلبة. تشبه أهمية سكان بيت حانون في اعتبارات مقرري السياسة في رام الله أهمية جيرانهم من نير عام وسدروت في اعتبارات مقرري السياسة في القدس.

لن نُحصن أنفسنا، قال رئيس الحكومة، ولم يقصد الى تحصين نفسه شخصيا بل الى تحصين سكان غلاف غزة. لن نُحصنهم لكننا سننتقم لدمائهم.

وربما مع كل ذلك، من قلب اليأس، يحسُن أن نُذكر مرة اخرى قبل لحظة من تحقق نبوءتنا جميعا، بأن مسيرة الغباء الدائرية للقتلة والمقتولين ليست قضاءا وقدَرا. وأن شهوة الانتقام مُشير سيء كاليأس. وأننا بعد كل شيء سنتحادث. ربما يحسن أن نتحادث قبل أن يفنى الكثير جدا. - يديعوت 27/8/2007 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required