مفتاح
2024 . الأحد 19 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


تجول عزمي بشارة في نهاية الاسبوع في قرى في جنوب لبنان أصبحت بسبب حرب لبنان جروحا تؤلم اسرائيل. ذهب الى بنت جبيل، والى مارون الراس والى اماكن اخرى، ووضع أكاليل زهور على قبور رجال حزب الله ولم يكف عن مدح المنظمة الارهابية التي انتصرت، كما قال على اسرائيل لاول مرة واسهامها في لبنان. "توجد دول كثيرة تحسد لبنان أنه توجد فيه منظمة كحزب الله"، صرح بشارة بقول داحض، يتجاهل الكوارث التي جرتها المنظمة على دولتها الأم.

"أحسد حزب الله أنه توجد له دولة كلبنان"، زاد مقالة أكثر واقعية بقليل.

سمّت وسائل الاعلام العربية بشارة "مفكرا" و"مناضلا". أجلّته، وإن يكن على حسب البلاغات لم يلتقه نصر الله الذي يستخذي أمامه بشارة كثيرا. قد يكون نصر الله الحذِر يعلم أن من خان مرة دولة رعته كثيرا واستغلها على أحقر شكل، ليس شخصا يمكن الاعتماد عليه ولا يحسن الجلوس اليه منفردين. وقد لا يكون نصر الله الشيعي عالِما بالضبط ما الذي يفعله عنده من آن لآخر بشارة المسيحي، الذي دعا طول حياته الى قومية علمانية، والى وحدة عربية كتلك التي دعا اليها عبد الناصر. وهذا أمر بعيد جدا عن الاصولية الاسلامية المتشددة التي تقودها ايران.

مهما يكن الأمر، اخطأ بشارة خطأ استراتيجيا حاسما. قد يكون الاخلاص لحزب الله ساعة الحرب – الذي ورط نفسه بسببه مع القانون، وترك الدولة واستقال من الكنيست – مُكبِرا إياه في الدول العربية التي يتجول فيها، لكن يوجد مئات وآلاف مثله هناك. لقد كان أكبر تأثير له هنا، اذا وُجد أصلا. الصراعات السياسية التي أدارها في البلاد منذ ايام الجامعة، والخطابات الذكية في الكنيست وخصام الخصوم العرب بل السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، كانت أكثر أهمية وإغضابا، عندما كان بشارة جزءا من المجتمع الاسرائيلي.

كان بشارة شوكة في لحمنا، لكن لم يكن في الامكان تجاهل وجوده. لقد برز أكثر كثيرا من جميع نظرائه في السياسة العربية المحلية. تركت مكانته الاكاديمية والاعلامية وتحليلاته السياسية والفلسفية الناس فاغري الأفواه. لقد شعر هنا شعورا قويا بالاندماج الى حد أنه نافس مرة على رئاسة الحكومة في اسرائيل، الدولة التي يطلب معاقبتها على جرائمها المستمرة. حصلت رحلاته الى الدول العربية ولقاءاته لرؤساء سوريا آنذاك على شكل مختلف، وبدت مثل نوع من التفاوض يتم بمبادرة السلطات في اسرائيل أو بعلمها على الأقل.

أصبح بشارة اليوم طُرفة سياسية بلا طائل، دمّر كل شيء بيديه وفي ذلك حزب التجمع العربي، وهو حزب مهم أقامه يتشظى شظايا مع عدم وجوده. قد يكون عوقِب وهو يجري في أنحاء العالم العربي بلا بيت، مريضا مفصولا عن عائلته، ينافس في عناوين متطرفة. قد لا يكون الوزير افيغدور ليبرمان الذي رأيته مرة منذ زمن يطرح على بشارة رزمة صحف كبيرة، يعتد به الآن. سيقول بشارة اذا إن اسرائيل يجب أن تُمحى، وسيكتب كتابا في التاريخ آخر. لكن بعد بضعة اشهر أو اسابيع سيحظى اذا ما حظي بتغطية اعلامية هامشية. - معاريف 27/8/2007 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required