مفتاح
2024 . السبت 18 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

حسب تقرير الفقر الاجمالي الذي نشرته مؤسسة التأمين الوطني أمس، هبطت نسبة العائلات اليهودية الفقيرة من 16 في المائة في سنوات 2004 – 2005 الى 14.7 في المائة في العام الماضي، وقل عددها بـ 15 ألفا. في نفس الوقت ارتفعت نسبة الفقر في صفوف العائلات العربية من 50 في المائة الى 54 في المائة، وازداد عددها بـ 20 ألفا. اليهود يخرجون من الفقر والعرب يغرقون فيه عميقا. قبل ثلاث سنوات كانت نسبة العائلات العربية 31 في المائة من مجموع العائلات الفقيرة في اسرائيل، وفي السنة الماضية ارتفع وزنها الى 36 في المائة.

في احصاء عدد الفقراء الشامل تظهر أمامنا صورة أكثر تطرفا: نسبة المواطنين العرب الفقراء تقترب من 50 في المائة من مجموع السكان الفقراء في اسرائيل – مقابل نسبة 40 في المائة في 2004. هذه نتيجة الديمغرافيا: العائلة العربية الفقيرة تبلغ بالمتوسط خمسة أفراد، أما العائلة اليهودية الفقيرة فتبلغ ثلاثة أفراد بالمتوسط.

ازدياد الفقر العربي يظهر في تنامي الفقر في صفوف الاطفال: للعائلة العربية الفقيرة 2.7 طفلا بالمتوسط، أما العائلة اليهودية الفقيرة فلديها 1.4 طفلا فقط. لذلك كلما ارتفع وزن العرب في اوساط الفقراء كلما تعاظم الفقر في اوساط اطفال دولة اسرائيل. في عام 2004 كان في البلاد 714 ألف طفلا فقيرا، 335 ألفا منهم من الاطفال العرب، (47 في المائة). في عام 2006 كان في اسرائيل 800 ألف طفل فقير، 420 ألف منهم من العرب (52 في المائة). خلال السنوات الثلاث الأخيرة قفز عدد الاطفال الفقراء العرب بنسبة 25 في المائة وهبط عدد الاطفال اليهود الذين يعيشون في عائلات تحت خط الفقر بعض الشيء. اثنين من كل عشرة اطفال يهود يعيشون في عائلة ذات دخل صافٍ تحت خط الفقر. ستة من كل عشرة اطفال عرب يعيشون في عائلات فقيرة.

الجمعيات الاجتماعية تدعي أن في اسرائيل أكثر من 750 ألف طفل جائع. هذه مبالغة، ولكن اذا كان في اسرائيل 550 ألف طفل يعانون بين الحين والآخر من الجوع، فـ 400 ألف منهم هم من الاطفال العرب.

الوجه العربي للفقر ينعكس ايضا من خلال الازدياد غير المتوقع في نسبة العائلات الفقيرة ذات العائل الواحد. تحليل تقرير الفقر يُظهر أن خروج رب الأسرة العربي للعمل لا يُخلصها من الفقر، وانما يُغير فقط من موقعها في السجل – من عائلة حاصلة على مخصصات العاطلين عن العمل الى عائلة ذات دخل مكتسب. في عام 2004 كانت هناك 139 ألف عائلة فقيرة يعمل ربها محاولا كسب رزقه بشرف، إلا أنه لم ينجح في ذلك بسبب الدخل المتدني. في عام 2006 بعد انخفاض البطالة والانتشار المكثف لخطط التأهيل والتنسيب في العمل ارتفع عدد العائلات الفقيرة التي يعمل ربها الى 162 ألفا، أي زيادة بنسبة 16.5 في المائة، وهي في اغلبها متمركزة في الوسط العربي.

كلما تحول الفقر بصورة متزايدة الى فقر "للعرب" كلما تحول ايضا الى "فقر العمال". عندما يجد اليهودي عملا يكفي ما يحصل عليه لرفع الأسرة الى ما فوق خط الفقر، أما في الوسط العربي فتجري عملية عكسية. المنضمون الجدد لدائرة العمل يحصلون على أجر زهيد لا يكفي لزيادة دخل الأسرة الى مستوى تخليصها من دائرة الفقر.

الأجندة الاجتماعية التي تبنتها حكومة اولمرت وفقا لتوصيات المجلس القومي للاقتصاد، برئاسة البروفيسور مناويل تريختنبرغ، تتضمن هدفا بزيادة نسبة التشغيل لدى الفئة العمرية 25 – 64 سنة. الهدف هو زيادة عدد العاملين في الاقتصاد حتى عام 2010 بنسبة 72 في المائة (تقريبا) من مجموع السكان في هذه الفئة العمرية (69 في المائة اليوم). هذه زيادة تبلغ 90 ألف عامل، وهي تفوق الزيادة الطبيعية. نصف العاملين الجدد سيحلون محل العمال الاجانب حسب الخطة.

هل سيؤدي تحسين التشغيل الى تقليل نسبة الفقر؟ هذا لن يحدث من دون أن تكف السياسات الحكومية عن الحديث بلغة عمومية لتتمركز في الموقع الذي يتواجد فيه الجزء الأعظم من "الفقراء العمال": الوسط العربي، ومن ثم – على مسافة ملموسة – الوسط الأصولي. السياسة التي أوصى بها البروفيسور تريختنبرغ يجب أن تكون مُعدة لاحتياجات الاوساط المحددة التي ترمي الى تحسين وضعها الاقتصادي. اذا كان التغيير الوحيد الذي سيحدث حتى عام 2010 استبدال العمال الاجانب بعمال عرب – اسرائيليين بنفس الأجر، فستتواصل زيادة الفقراء العرب رغم ازدياد نسبة التشغيل.

من الممكن مواصلة تجاهل هذه المعطيات، والتشدق عبر قنوات التلفزة المختلفة بتوزيع رزم الغذاء في المواقع السكانية اليهودية. ولكن هذا ذر للرماد في العيون وتنكر للحقيقة. الفقر عند اليهود، الذي لم يكن دراماتيكيا حتى قبل عامين، يتقلص تدريجيا. أما الفقر العربي الذي كان مأساويا في الماضي فقد تحول الى أزمة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required