تأتي ورقة الحقائق هذه لتغطي أبرز الانتهاكات التي رصدها ووثقها فريق الشباب المدافعين عن حقوق الإنسان في القدس والخليل خلال عامي 2020 و1202، ضمن حقائق وأرقام تؤشر إلى وجود سياسة عامة ممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بالإمعان بانتهاك كل من الحريات الدينية والحق بالعبادة، والحق بالتعليم، والحق بالسكن، وحرية الحركة والتنقل بكل من القدس والخليل. حيث قام فريق الشباب المدافعين عن حقوق الإنسان برصد وتوثيق المئات من الانتهاكات في مدينتي القدس والخليل، خلال عامي 2020-2021. تحاول هذه الورقة أن تُلخص أبرز نتائج التوثيقات التي عمل عليها الشباب المدافعون بإحصاء شامل للانتهاكات في المناطق التي تم العمل فيها، وتُقدم استعراضاً لأبرز الانتهاكات التي تم توثيقها ضمن حقائق وأرقام: الانتهاكات الواقعة على الحقوق التعليمية والدينية، والحق في السكن، المرصودة في القدس والبلدة القديمة في الخليل
أولاً: الحق في التعليم يعتبر الحق في التعليم من أهم الحقوق التي كفلتها جميع المواثيق الدولية، وقاسماً مشتركاً بين إعلانات أممية عدة، من بينها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، واتفاقية حقوق ذوي الإعاقة. أنماط انتهاكات الحق في التعليم في القدس المحتلة والبلدة القديمة في الخليل: وثقت "مفتاح"، خلال فترة إعداد التقرير التحليلي، أنماطاً عديدة من انتهاك قوات الاحتلال الإسرائيلي لحق الفلسطينيين في التعليم، مثل: الاعتداء على المدارس من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، ومنع وصول الطلاب إلى مدارسهم بسبب سياسية إغلاق الحواجز، والتسرب المدرسي بفعل ممارسات الاحتلال، وأسرلة التعليم في مدينة القدس.
الاعتداء على المدارس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في البلدة القديمة في الخليل: تحظى المدارس بحماية خاصة بموجب أحكام القانون الدولي الإنساني، الذي تضمّن مجموعة من المبادئ الأساسية التي وُضعت لحماية المدنيين، ومن بينها حماية الأعيان المدنية، حيث تُعد المدارس من بين الأعيان المشمولة بالحماية. وفي منطقة (H2) في مدينة الخليل خاصة في منطقة البلدة القديمة، يتم استخدام الغاز المسيل للدموع بشكل دوري حول المدارس، هذا إضافة إلى قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بممارسة التفتيش المهين بحق الطلاب والمدرسين وتعريضهم للعنف. وقد تم توثيق أكثر من 53 انتهاكاً خلال العام 2020، تعرض خلالها الطلبة إلى 263 ضرراً بشرياً، إضافة لـ3623 ضرراً نفسياً، علماً أن هذا التراجع مقارنة بالانتهاكات المرصودة في أعوام سابقة مرده تعطل دوام المدارس لعدة أشهر بسبب جائحة كورونا. وقد وُزعت حالات الانتهاك خلال العامين 2019، 2020 على النحو التالي:
أسرلة المناهج التعليمية في مدينة القدس: خصصت حكومة الاحتلال الإسرائيلي عام 2018 مبلغ ملياري شيكل ليتم صرفها على مدار 5 سنوات، لتعزيز سيادتها في شرقي مدينة القدس، وسيخصص الجزء الأكبر منها لأسرلة جهاز التعليم ومناهج التعليم الفلسطينية، من خلال العمل ضمن خطة ترمي إلى حث المدارس الفلسطينية على الانتقال من منهاج التعليم الفلسطيني إلى المنهاج الإسرائيلي.
من الأساليب التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأسرلة التعليم، العمل على تغيير المناهج الدراسية المعتمدة، تحديداً بعد العام 2015، حيث قامت بإلزام المدارس في مدينة القدس بتدريس المناهج الصادرة عن دائرة المعارف في بلدية الاحتلال، وقامت بتوزيع تلك الكتب على العديد من المدارس "الخاصة" في المدينة، وهددت المدارس التي لا تلتزم بهذا القرار بالإغلاق وفصل مدرسيها. وتبعاً لإحصائية بأعداد المدارس التي تدرس المنهاج الإسرائيلي كلياً أو جزئياً، والتي تم استحداثها من قبل الاحتلال الإسرائيلي لتبني النظام التعليمي الإسرائيلي 2019–2020، فإن عددها 50 مدرسة، تتضمن نحو (8300 طالب).[1] ويظهر الجدول أدناه عدد مرات التزوير والتحريف بالمناهج الفلسطينية في القدس:
الحق في حرية الحركة والتنقل حرصت المواثيق الدولية لحقوق الإنسان على حماية الحق في التنقل، فقد أولته نصوص العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية بالحماية. وفي الخليل:
الحق في السكن
حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة نصت اتفاقية لاهاي للعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية على "حظر المساس بالممتلكات الثقافية سواءً في أراضيها أو في أراضي الأطراف السياسية المتعاقدة الأخرى، كما طالبت بالامتناع عن استعمال هذه الممتلكات أو الوسائل المخصصة لحمايتها، أو الأماكن المجاورة لها مباشرة لأغراض قد تعرضها للتدمير أو التلف. وقد استقر الفقه الدولي على إدانة انتهاك حرمة دور العبادة، أو التعرض لها بالتدمير أو السلب أو الإغلاق أو أي تصرف يضر بهذه الأماكن خلال فترة الاحتلال، وإن من واجب سلطات الاحتلال احترام الحقوق العقائدية الدينية للمدنيين من سكان الأراضي المحتلة، وكذلك عدم التعرض لأماكن العبادة –بصفة عامة– بالتدمير أو السلب أو النهب، أو بتعطيل ممارسة الشعائر وطقوس العبادة.
تتمثل هذه الاعتداءات بالاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى من قبل أعداد كبيرة من وزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ونواب كنيست، ومسؤولين إسرائيليين، وضباط من المخابرات والجنود، والمستوطنين والجماعات اليهودية وما يُعرف بـ"منظمات الهيكل" المزعوم، كما يشهد المسجد الأقصى حالات حصار وتضييق على المصلين، حيث بات الاحتلال يضيّق على دخول المصلين إليه، إضافة إلى شن حملات اعتداء وملاحقة، وحملة تحقيقات واعتقالات وإبعاد طالت المئات من أهل القدس والداخل الفلسطيني. وفيما يلي جدول يوضح عدد هذه الانتهاكات، خاصة حالات الإبعاد، علماً أن فترات الإبعاد بحق المواطنين تتراوح بين أسبوع– 6 أشهر.
التهجير القسري في مدينة القدس:
*** [1] ملاحظة: توجد 12 مدرسة قام الاحتلال الإسرائيلي بافتتاحها داخل مدينة القدس المحتلة، وهي تعتمد نظام التعليم الإسرائيلي بشكل كلي، وهذا ما ورد في التقارير الصادرة عن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، ولكن وفقاً لورقة حقائق صادرة عن المنتدى التربوي المقدسي فقد تمت الإشارة إلى وجود 50 مدرسة داخل القدس تأخذ بنظام البجروت بشكل كلي أو جزئي، ويظهر مما سبق أن 12 مدرسة منها تأخذ به بشكل كلي، أما باقي المدارس وهي 38 مدرسة فتأخذ به بشكل جزئي (كفتح شعب معينة لنظام البجروت، وباقي الشعب تكون للمنهاج التعليمي الفلسطيني).
للاطلاع على ورقة الحقائق بصيغة PDF
الانجليزية...
اقرأ المزيد...
بقلم: مؤيد عفانة
تاريخ النشر: 2025/1/15
ورقة حقائق حول واقع الحقوق الرقمية الفلسطينية للمنظمات الأهلية الفلسطينية وما صاحبها عقب حرب الإبادة
بقلم: مفتاح
تاريخ النشر: 2025/1/15
بقلم: مفتاح
تاريخ النشر: 2024/9/26
|